صفحة:المختصر في حساب الجبر والمقابلة (1937).pdf/17

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۲ –

ثلاثة مؤلفات كلها شروح لكتب الخوارزمى. وفي رسالة ألفها الاستاذ نللينو 1 عن الخوارزمى وتجديده لجغرافية بطليموس أن هذا التجديدلا يعتبر مجرد تقليد للآراء الأغريقية بل هو بحث جديد مستقل في علم الجغرافية لا يقل أهمية عن أي بحث كاتب أوروبى من مؤلفى ذلك العصر. وما تقدم يتضح أن الخوارزمى كان متضلعا في كل من الحساب والجغرافية والفلك كما أنه يعتبر بحق واضع علم الجبر. ويظن سوتر 2 بناء على تحقيقات تاريخية أن محمدا بن موسى كان أحد الذين كلفهم المأمون بقياس درجة من درجات محيط الكرة الأرضية. وقد ذكر بعض المؤرخين من العرب أن بنى موسى قد اشتركوا في هذه المهمة، ولما كان اكبر بنى موسى هو محمد فأغلب الظن أنه محمد بن موسى الخوارزمى، أما أبو جعفر فكنيته.

ولا شك في أن محمداً بن موسى الخوارزمى، كان مشهوراً عند العرب كعالم في الجبر، فالشروح التي اشرنا اليها آنفا كلها تدل على ذلك، كما أن كثيراً من المؤلفين المتأخرين كأبى كامل بن أسلم (حوالي سنة ۹۲٥ ميلادية) يعترفون للخوارزمى صراحة كمرجع من مراجعهم كما أن عمر بن اإبراهيم الخيام (۱۰٤٥-۱۱۲۳ ميلادية) يقتبس من ابن موسى دون حاجة الى ذكر المرجع. ولعل أكبر شاهد على امامة الخوارزمى في علم الجبر تكرار استخدام معادلاته

س ۲ + ١٠ س = ۳۹ ، س ۲ + ٢١ = ١٠ س ، ۳ س + ٤ = س ۲

وغيرها في جميع المؤلفات الجبرية منذ عصره الى أوائل العصر الحديث. بل إن بعض هذه المعادلات لا تزال ترد في كتب الجبر الى يومنا هذا ناطقة بفضل


  1. انظر Al-Huwarizmi e il suo rifacimento della Geografia di Tolomeo, Classe di scienzo المجموعة الخامسة Atti della R. Accademia dei Lincei ,filologiche , morali, storiche مجلد ۲ (۱۸۹٦) ص۱۱-٥۳
  2. انظر Suter, Die Mathematiker und Astronomen der Araber und ihre Werke, Abhandl. z. Gesch. d. Math. Wissenschaften
    مجلد ۱۰ (ليبتزج) ۱۹۱۰ ص۲۰