صفحة:المذاهب الفقهية الأربعة وانتشارها عند جمهور المسلمين.pdf/22

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

في أفريقية والأندلس:


وكان الغالب على أهل أفريقية السُّنن، ثم غلب الحنفي كما تقدم فلما تولّى عليها المعزّ بن باديس سنة ٤٠٧هـ حمل أهلها وأهل ما والاها من بلاد المغرب على المذهب المالكي، وحسم مادة الخلاف في المذاهب1 فاستمرت له الغلبة عليها وعلى سائر بلاد المغرب. وفي ذلك يقول مالك بن المُرحل المالكي شاعر المغرب.

مَذْهَبِي تَقْبِيلُ خَدِّ مُذْهبِ
سيِّدِي ماذا تَرى في مَذْهَبِي
لا تخالف مالكاً في رأيه
فعليه جُلُّ أهل المغرب2

وهو الغالب على هذه البلاد إلى اليوم. وذكر الفاسي في «العقد الثمين – في تاريخ البلد الأمين»: أن المغاربة كلّهم مالكيّة، إلا النادر ممن ينتحلون الأثر.

وكان الغالب على أهل الأندلس: مذهب الأوزّاعي، وأول من أدخله بها صَعْصَعَة بن سَلام لما انتقل إليها، وبقي بها إلى زمن الأمير هشام بن عبد الرحمن3. ثم انقطع مذهبُ الأوْزَاعِي منها


  1. عن ابن الأثير، وابن خلكان، ومواسم الأدب.
  2. من كناش ابن مفلح
  3. عن «بغية الملتمس»
٦٧