تم التّحقّق من هذه الصفحة.
الحجاز أميل، لمناسبة البداوة.
ولهذا لم يزل المذهب المالكي غضًّا عندهم، ولم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها، كما وقع في غيره من المذاهب1 انتهى.
قلنا: وتقدم في الكلام على الحنفي شيء عن سبب انقطاعه بالأندلس وغلبة المالكي فيما رواه المقدسي.
في المغرب الأقصى:
ولما قامت دولة بني تاشفين بالمغرب الأقصى في القرن الخامس، واستولوا على الأندلس، وتولى ثانيهم أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين اشتد إيثارُه لأهل الفقه والدين. فكان لا يقطع أمراً في جميع مملكته دون مشاورة الفقهاء، وَأَلزَمَ القْضَاةَ بألا يَبَتُّوا حكومة في صغير الأمور وكبيرها إلا بمحضر أربعة من الفقهاء، فعظم أمر الفقهاء. ولم يكن يقرَّب منه، ويحظَى عنده إلّا من عَلِمَ مَذْهبَ مالك، فنَفَقَتْ في زمنه كتب المذهب، وعمل بمُقْتَضَاها ونُبِذَ ما سواها، وكثر ذلك حتى نُسِيَ النظر في كتاب الله وحديث رسوله صلّى الله
- ↑ عن مقدمة ابن خلدون
٧١