صفحة:المذاهب الفقهية الأربعة وانتشارها عند جمهور المسلمين.pdf/39

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

أهلها كانوا سنية شافعية، وكان بقربها مدينة يقال لها «آوة» أهلها شيعية إمامية. فكانت تقع بينهم العصبية.

وفي الكامل لابن الأثير في حوادث سنة ٥٩٥هـ ما نصه: «وفيها فارق غياث الدین صاحب غزنة وبعض خراسان مذهب الكرّاميَّة1. وصار شافعي المذهب.

وكان سبب ذلك أنه كان عنده إنسان يعرف بالغجر مبارك شاه، يقول الشعر بالفارسية، وكان متفنناً في كثير من العلوم، فأوصل إلى غياث الدين الشيخ وجيه الدين أبا الفتح محمد بن محمود المَرْوَروزي الفقيه الشافعي، فأوضح له مذهب الشافعي وبين له فساد

مذهب الكرَّاميَّة فصار شافعياً وبنى المدارس للشافعية، وبنى بغزنة


  1. نسبة إلى محمد بن كرام السجستاني المتوفى سنة ١٥٠هـ وقد اختلفوا في ضبط كرام فقيل بتخفيف الراء وكسر الكاف أو فتحها. وقيل بفتح الكاف وتشديد الراء. وكان محمد صاحب مذهب في العقائد معروف إلا أن المقريزي في خططه ذكر أنه انفرد في الفقه أيضاً بأشياء: منها أن المسافر يكفيه من صلاته تكبيرتان، وأجاز الصلاة في ثوب مستغرق في النجاسة، وزعم أن العبادات تصح بغير نية وتكفي الإسلام إلى آخر ما ذكر مما يدل على أنه صاحب آراء في الفروع ومنه يعلم معنى انتقال غياث الدين من هذا المذهب إلى المذهب الشافعي.

٨٤