صفحة:المذاهب الفقهية الأربعة وانتشارها عند جمهور المسلمين.pdf/47

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

والعامة. وأن وجدوا نبيذاً أَراقوه، وإن وجدوا مغنية ضربوها وكسروا آلة الغناء، واعترضوا في البيع والشراء، ومشى الرجال مع النساء والصبيان. فإذا رأوا شيئاً من ذلك سألوا الذي معه ما هو السبب فأخبرهم، وإلا ضربوه وحملوه إلى صاحب الشرطة وشهدوا عليه بالفاحشة.

قال: فأرجعوا بغداد، فركب بدرُ الدين الخرشي – وهو صاحب الشرطة - عاشرَ جُمادَى الآخرة، ونادى في جانِبي بغداد في أصحاب أبي محمد البري من الحنابلة، ألّا يجتمع منهم اثنان، ولا يتناظرون في مذهبهم». إلى أن قال:

«فلم يفد فيهم، وزاد شرّهم وفتنتهم، واستظهروا بالعميان الذين كانوا يأوون المساجد، وكانوا إذا مر بهم شافعيُّ المذهب أَغْرَوا به العميان: فيضربونه بعصيهم حتى يكاد يموت، فخرج توقيعُ الراضي بما يقرأ على الحنابلة، يُنكر عليهم فِعلَهم» إلى آخر ما ذكره.

ولا ريب أن إثارة أمثال هذه الفتن لم تكن إلا من عصبية عامتهم

۹۲