صفحة:المذاهب الفقهية الأربعة وانتشارها عند جمهور المسلمين.pdf/49

تم التّحقّق من هذه الصفحة.


أخذت المذاهب الأربعة تتغلّب مع الزمن، وغيرها من المذاهب السنيَّة يَدْرُس، حتى إذا كان القرنُ السابع تمّ لها التغلّب والتمكُّن. وأفتى الفقهاء بوجوب اتِّباعها، فدرس ما عداها إلّاّ بقايا من المذهب الظاهريّ، بقيت في بعض البلاد إلى القرن الثامن، ثم درست كما قدمنا.

قال المقريزي: فلما كانت سلطنة الملك الظاهر بيبرس البُنْدُقْدَارِيّ، ولى بمصر1 والقاهرة أربعة قضاة وهم: شافعيّ، ومالكيّ، وحنفيّ، وحنبليّ، فاستمرَّ ذلك من سنة خمس وستين وستمائة، حتى لم يبق في مجموع أمصار الإسلام مذهب يعرف من مذاهب أهل الإسلام سوى هذه المذاهب الأربعة، وعقيدة الأشعري


  1. المراد بمصر «الفسطاط»، وكانت منفصلة عن القاهرة: ثم اتصلت بها بعد ذلك وصارت قسماً من أقسامها يعرف اليوم: بقسم مصر القديمة.

٩٤