وعملت لأهلها المدارس والخوانات والزوايا والربط في سائر ممالك الإسلام، وعُودي من تمذهب بغيرها، وأنكر عليه، ولم يولّ قاضٍ ولا قبلت شهادة أحد، ولا قدّم للخطابة والإمامة والتدريس أحدٌ مالم يكن مقلداً لأحد هذه المذاهب وأفتى فقهاء هذه الأمصار في طول هذه المدّة بوجوب اتباع هذه المذاهب وتحريم ما عداها، والعمل على هذا إلى اليوم «انتهى».
ولا ريب في أن المراد عند جمهور المسلمين، وإلّا فمذهب الأباضيّة كان ولم يزل معمولاً به في بلادهم شرقاً وغرباً، وفقه الشيعة معمول به في فارس وغيرها من البلدان.
وفي قوله: «وعقيدة الأشعريّ» نظر لأن الحنفية يتبعون في الأصول عقيدة الماتريدي، إلا أن يكون عدَّهم من الأشعرية بالمعنى الذي أراده التاج السبكي وسبق لنا بيانه، وكأنه لم يعتد بالحنابلة لقلتهم مع أن لهم عقيدة خاصة كما قدمنا.
ولنختم هذا البحث ـ بمبلغ انتشار المذاهب الآن عند جمهور المسلمين، مستندين في الكثير منه على مصادر إفرنجية لقلة الموجود منها بالعربية، فنقول: