صفحة:المذاهب الفقهية الأربعة وانتشارها عند جمهور المسلمين.pdf/6

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

ويذكر أصحاب طبقات الحنفية أن هـذا المذهب شاع في بلاد بعيدةٍ ومدن عديدةٍ، كنواحي بغدادَ ومِضرَ، وبلاد فارس والرُّوم، وبَلْخ وبُخَارى وفَرْغَانَةَ، وأكثر بلاد الهند والسّنْـد وبعض بلاد اليمن وغيرها.

وفي طبقات للحنفية1 عندنا: أن أصحاب أبي حنيفة الذين دوَّنوا مذهبه أربعون رجلاً منهم: أبُو يُوسُفَ، وزُفَر، وأن أول من كتب كتبه أسدُ بن عَمْرو.

وفيها أيضاً أن نوح بن أبي مريمَ عُرِفَ بالجامع، لأنه أول من جمع فقه أبي حنيفة في قولٍ، وقيل: لقبَ بذلك لجمعه بين علوم كثيرة.

إیثار الحنفية بالقضاء:


ثمّ لما قام هرون الرشيد في الخلافة، وَوَلّى القَضَاء أبا يُوسف صاحب أبي حنيفة، بعد سنة سبعين ومائة، أصبحت تولية القضاء بيده، فلم يكن يُولّى ببلاد العراق وخراسان، والشام ومصر – إلى أقصى عمل أفريقية – إلّا من أشَارَ به، وكان لا يولِّي إلَّا أصحابه


  1. نرجح أنها المرقاة الوفية للفيروزآبادي: انظر الخزانة التيمورية.
٥١