صفحة:المذاهب الفقهية الأربعة وانتشارها عند جمهور المسلمين.pdf/8

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

المؤمنين مداخل أوهمه فيها النَّصح والشفقة والأمانة، وكانت على أصول الدَّخَل والخيانة، فلما تبيّن له أمره، ووضح عنده خبث اعتقاده فيها سأل فيه من تقليد البارزيّ الحُكْمَ، وما في ذلك من الفساد والفتنة، والعدول بأمير المؤمنين عما كان عليه أسلافه من إيثار الحنفية وتقليدهم واستعمالهم، صرف البارزيَّ، وأعاد الأمر إلى حقه، وأجراه على قديم رسمه، وحمل الحنفية على ما كانوا عليه من العناية والكرامة والحرمة والإعزاز. وتقدم إليهم ألّا يَلْقوا أبا حامد، ولا يقضوا له حقّاً، ولا يَرُدُّوا عليه سلاماً. وخلع على أبي محمد الأكفاني، وانقطع أبو حامد عن دار الخلافة، وظهر التسخّط عليه، والانحراف عنه، وذلك في سنة ٣٩٣هـ. واتصل ببلاد الشام ومصر1.

في أفريقية وصقلية:


وكان الغالب على أفريقية السُّنَنْ والآثار، إلى أن قدم عبد الله

ابن فرُّوح أبو محمد الفاسي بمذهب أبي حنيفة، ثمَّ غلب عليها لما


  1. عن المقريزي.
٥٣