الباشا الأمان وأعاده إلى طرابلس1. وقل الأمر نفسه عن علي بك الأسعد العكاري والأمير جواد الحرفوش البعلبكي وغيرهما مما لا مجال لذكره هنا.
وأرضى الأمير رجال الدين على اختلاف مللهم ونحلهم فعاونوه في بسط نفوذه وسلطانه فجبى لشيخي المقل الدرزيين مالاً خاصاً قدمه لها وجمعه من جميع رعاياه الدروز والنصارى على السواء2. وجعل كلمة البطريرك الماروني نافذة في غالب الأحيان وعاون رهبـان هذه الطائفة في تحويل بعض الأديرة إلى مدارس فبذل بسخاء في هذا السبيل واستحق شكرهم وولاءهم3. ومن ذاك مار يوحنا مارون في كفرحي (١٨١٢) ومار أنطونيوس بعبـدا (۱۸۱٥) ومار جرجس الرومية (۱۸۱۸) ومار يوحنا مارون صربا (۱۸۲۸) ومار عبدا هرهريا (۱۸۳۱) ومار سركيس ريفون (۱۸۳۲)4. ومـا كاد يسمع في السنة ١٨١٣ باغتيال البطريرك أغابيوس صروف حتى بث العيون والأرصاد فقبضوا على الجناة وأتوا إلى دير القمر. وإذ قدموهم لدى الشهابي الكبير أمر بشنقهم عن ذنبهم فشنقوا حالاً5. ولدى وفود البطريرك مكسيموس مظلوم عليه بعد انتخابه سنة ١٨٣٣ أجلّ الأمير وفادته وقال له «كثيراً ما سرني ارتقاء غبطتكم إلى المقام البطريركي. ويحق لطائفتكم ما يحق لي أن افتخر ببلادي لأنها حائزة على رجل جليل الصفات عالم علامة عالي الهمة غيور نظير غبطتكم». ثم أصدر الأمير أمراً بإعفاء قرية عبرة ملك مدرسة عين تراز من أداء ما يترتب عليها من الأموال للحكومة6. وأدى هذا كله بطبيعة الحال إلى امتنان رومة فكتب له البابا بيوس السابع في العاشر من شهر شباط سنة ١٨١٧ يشكر له عطفه على الموارنة وسماحه لهم «بالاعتراف بحقايق الإيمان الكاثوليكي» دون أي مانع. وبعد ذلك بثمانية عشر عاماً كتب له البابا غريغوريوس السادس عشر يشكر له حمايته التقليدية للإيمان
- ↑ راجع مجلة المباحث لجرجي بني ج ۱۷ ص ۸۸ وتاريخ سورية له أيضاً ص ٤١٨-٤٢١. راجع أيضاً كتابنا المحفوظات الملكية المصرية ج ١ ص ٦٢-٦٣
- ↑ المحفوظات اللبنانية
- ↑ راجع ما ورد في ذيل كتاب هنري غيز المشار إليه آنفاً ج ۲ ص ۳۰۷ وهو مقال في الأمير بشير للمسيو أوجين بوزه.
- ↑ راجع محاضرة الأستاذ فؤاد افرام البستاني في التعليم في لبنان في مجلة الندوة اللبنانية ٢٠ كانون الأول سنه ۱۹۰۰ ص ۱۷۳
- ↑ ديوان المعلم نقولا الترك ص ۱۰۰-۱۰۱
- ↑ مختصر تاريخ طائفة الروم الملكيين لمجهول طبع بيروت سنة ۱۸۸۹ ص ۸۸-۸۹