صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/25

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٩
الفصل الثاني: الإيالات الشامية

ومن اجتماعهم يتألف ديوان الوالي. ولهذا الديوان سلطة واسعـة إذ ليس بمقدور الوالي أن يبرم أمراً هاماً إلا بموافقة الأعضاء رؤساء العساكر. وإذا وقع خلاف بينه وبينهم رفع للآستانة للفصل فيه. وكان لهؤلاء أن يطلبوا عزل الوالي إذا شاؤوا.

وكان لدى الوالي في غالب الأحيان أيضاً عدد من الجنود غير النظاميين «باش بوزق» يتناسب ومقدرته على الإنفاق. منهم الكردي القريب والأناضولي والأرناؤوطي البعيـد والمغربي وابن البلد. فينتظمون فرقاً بتفاهم شخصي بين كل فرد منهم وبين قائد فرقته. وهذا القائد يتولى جميع أمورهم على نفقة الوالي. وكان الوالي يوزعهم داخل إيالته حيث تقضي الحاجة. فسليمان باشا مثلاً أبقى قسماً كبيراً منهم في مرجعيون على مقربة من جبل عامل نظراً لغليان أهله آنئذٍ وإخلالهم بالأمن1.

وكان يحدق بشخص الباشا عدد من المماليك منهم التوتونجي باشي وهو رئيس الخدم الذين يقدمون التبغ والقهوجي باشي والقفتان آغاسي والإبريقدار والشمعدان آغاسي والميجو باشي وهو رئيس من يعنى بالضيوف والمهردار والدربنـدار والانختار آغاسي وهو صاحب المفاتيح والقواس باشي وباش جاویش إیج أوغلان وهو رئيس الغلمان. والحرم آغاسي والصفرجي باشي. أضف إلى هؤلاء الآغاوات أصحاب الكاركات السلحدار والجوقدار والبيرقدار. ثم أصحاب الوظائف وأهمهم الكتخدا والخزينه دار والصراف وعدد كبير من الكتاب2.

ويقول المعلم إبراهيم العورة أحد هؤلاء الكتاب في عهد سليمان باشا والي إيالة صيـدا وإيالة طرابلس أنه في السنة ١٨١١ رتب الوالي أمر المتسلمين والكتاب والصيارفة في هاتين الإيالتين فجعل مصطفى آغا متسلماً على طرابلس واللاذقية ومحمد آغا خزینه دار زاده وكيلاً عنه في اللاذقية وحسين آغا أحد مماليك الجزار أمين جمرك اللاذقية وعلي بك الأسعد حاكماً على عكار والأمير بشير الشهابي حاكماً على لبنان وأوزون علي آغا متسلماً على بيروت وأمين جمرکها وعلي آغا الصوري متسلماً على صيدا وعلي آغا أباظه متسلماً على جباع وموسى آغا شركس متسلماً على مقاطعة الشقيف وإبراهيم آغا الكردي أحد رؤساء العساكر حاكماً على مرجعيون وتبنين وهونين وساحل قانا وسليمان آغا أباظه متسلماً على صور وأحمد عبد العال وكيلاً في ساحـل عكة ونهر المفشوخ والحاج موسى أبو ريا متسلماً على الشاغور والجبل وترشيحة ومحمد آغا أحد مماليك الجزار متسلماً على شفا عمر وتوابعها وسليم آغا أبو سيف أحد


  1. تاريخ سليمان باشا لإبراهيم الدورة ص ۱٥۷
  2. تاريخ سليمان باشا للمؤلف نفسه ص ١٥٨-١٦٤