إلى قرية المزة في ضواحي دمشق. وفي السادس والعشرين من شهر أيار ۱۸۲۱ نهض الأمير بالعساكر إلى المزة وهجم على عساكر درويش باشا فأزاحهم منها وقتل منهم مئتين وعشرين رجلاً وأسر خمس مئة. وازدحمت فرسان الدالاتية على معابر المياه فانطرحوا صرعى وغرق منهم عدد كبير. وخاف درويش باشا من قيام الدماشقة عليه فأرسل حريمه وأمتعته الثمينة إلى القلعة وسار بمن بقي عنده إليها وتحصن فيها1. وعفّ الأمير عن الدخول إلى دمشق وعاد إلى مقر قيادته في قرية المعظمية، ولكنه رأى أن ضرورة الحرب تقضي بضرب فيروز باشا قبل وصوله إلى دمشق فأرسل خليلاً بألف فارس وأرسل معه بطلين من أبطال لبنان الشيخ علي جنبلاط والشيخ حمود النكدي. فالتقوا بالباشا في قرية مرجانة وقتلوا من رجاله خمسة وعشرين وأسروا ماية وخمسة عشر وسلبوا ثلاثماية فرس.
الباب العالي: واعتبر الباب العالي عمل عبدالله باشا تعدياً مفضوحاً وإخلالاً بالأمن وتضييقاً على الحجاج وعقاً بالسلطان واتهمه بالخداع والتزوير. قال محمد نجيب أفندي ممثل العزيز في الآستانة في تقرير رفعه إلى ولي أمره في القاهرة: إن عبدالله باشا التجأ إلى مختلف الحيل ونشر الأخبار الكاذبة وزور المراسيم مدعياً أن الدولة أنعمت عليه بولاية الشام وإمارة الحج وبسنجقي القدس ونابلس وأنه استطاع بذلك من إدخال الغفلة على بسطاء العقول وطوائف العربان والدروز وأضلهم وأمالهم إلى جانبه. ولو علم هؤلاء حقيقة الحال لانفضوا من حوله وأسرعوا إلى طاعة الدولة العلية2.
اعتبر الباب العالي هذه الاعتبارات كلها فنزل عبدالله باشا من مناصبه الثلاثة ولاية صيدا وولاية طرابلس وقيادة الجردة العامة «باشبوغ» وأحالها كلها إلى عهدة محمد درويش باشا والي دمشق وأمير الحج وطلب إلى مصطفى باشا بيلاتلي والي حلب وحلمي إبراهيم باشا والي أدنة أن يتعاونا ووالي دمشق في إنهاء مسألة عبدالله باشا في وقت قريب.
فقام مصطفى باشا بما توفر لديه من عساكر متجهاً نحو دمشق. ولدى وصوله إلى حمص
- ↑ أخبار الأعيان لطنوس الشدياق ص ٥٣۱-٥۳۳، ولا يخفى أن الشيخ طنوس هذا رافق أمراء المعارضة إلى دمشق وهم الأمير حسن والأمير فارس والأمير سلمان الشهابيون وبقي في خدمتهم طوال مدة الحرب وقد أشار إلى ذلك في أسفل الصفحة ٥٣٠
راجع أيضاً لبنان في عهد الأمراء الشهابيين ج ۳ ص ٧١٤-۷۱٥ - ↑ المحفوظات الملكية المصرية ج ١ ص ۳۱-۳۲
لبنان في عهد الأمراء الشهابيين ج ۳ ص ۷۱۷