صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/67

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦١
الفصل الرابع: العزيز والسلطان

فتألق نجمه وعقلت له راية الأسطول، وكان يعاونه في سفينة القيادة كل من الكابتين يوسون والكابتين هوسار الإفرنسيين.

۲ - جيش السلطان: وكان السلطان محمود الثاني قد قضى على الإنكشاريين في السنة ١٨٢٦ واستعاض عنهم بجيش نظامي جديد لا يربو على خمسة وأربعين ألفاً. وعلى الرغم من شدة اهتامه بملبس هؤلاء ومأكلهم وراتبهم فإنه لم يوفق إلى تدريبهم فأعوزهم النظام والانضباط واسترسلوا في النهب والسلب. وكان على رأسهم رجل بدأ حياته حمالاً فجاسوساً ثم أصبح جلاداً فضابطاً فقائداً أعني حسين باشا سرعسكر الجيش العثماني. ألبسه السلطان كسوة القيادة العليا المعطف القصير المزركش وأهدى إليه سيفاً مرصعاً بالألماس وجوادين مطهمين وقلده رتبة المشيرية ولقبه بالمشير الأكرم وولّاه مصر وكريت والحبشة.

سير القتال

١ - قيام الحملة: وخصص العزيز لبدء القتال خمسة ألايات من المشاة وألاي الحرس وأربعة ألايات من الخيالة وأورطة من المدفعين وأربعين مدفع ميدان وعشرين مدفع حصار وعشرة مدافع هاون وألف خيال من البدو فبلغ مجموعها خمسة وعشرين ألف مقاتل على أن ينضم إليها لدى وصولها إلى عكة عشرة آلاف مقاتل لبناني. ورأى العزيز أن تقوم هذه الحملة في أوائل السنة ١٨٣١ ولكن انتشار الكوليرا في مصر أخر مسيرها حتى خريف هذه السنة. فقامت طلائعها في الثالث والعشرين من شهر تشرين الأول من معسكر الخانقاه بقيادة اللواء إبراهيم يكن باشا ابن شقيقة العزيز ومرت ببلبيس والصالحية فقاطية وبئر العبد فالعريش ثم خان يونس وغزة ومنها اتجهت إلى يافة. وكان إبراهيم باشا نجل العزيز قد قام من الإسكندرية على رأس ستة آلاف مقاتل متجهاً بحراً نحو يافة فوصلها في الثامن من تشرين الثاني. وما أن رسا أسطوله في مياهها حتى نزل وجهاتها وعرضوا عليه التسليم. فأوفد بلوكاً واحداً لهذه الغاية واستولى على مدافعها وذخائرها. ثم اندفعت كتيبة نحو بيت المقدس فاحتلتها احتلالاً. وقام القائد الأعلى إلى عكة فبلغ حيفا في السابع عشر من تشرين الثاني وجعل منها قاعدة للهجوم على عكة1. وفيها تقبل طاعة شيوخ نابلس وجنين الشيخ حسين عبد الهادي والشيخ قاسم الأحمد والشيخ عبدالله الجرار واستمع إلى شكواهم من


  1. راجع رسائل إبراهيم باشا إلى والده في هذه الآونة: المحفوظات الملكية المصرية ج١ ص ۱۲۷-۱۲۸