ولكنهم زادوا بعملهم هذا خبرة وازدادوا ثقة وشجاعة1.
ثم قام إبراهيم إلى طرابلس فحمص فالزراعة فبعلبك فزحلة فبتدين کما سبق فأوضحنا ولم يبقَ أمام أسوار عكة سوى عشرة آلاف مقاتل بقيادة إبراهيم الصغير - إبراهيم يكن باشا – ولكن أعمال القصف لم تنقطع فانفتحت ثغرتان جديدتان في السور الشرقي وتهدم أو احترق قسم كبير من البلدة واضطر عبدالله باشا أن يهجر قصره ويختبئ مذعوراً في سراديب برج الخزنة خوفاً من رجاله2.
وكان إبراهيم باشا لا يزال في لبنان ينتظر قدوم عساكر السلطان إلى بعلبك3. ويرى أنه على أتم الاستعداد لمجابهتهم ولاسيما وأنه قد أنهى فتنة جبل الدروز وجيشه المرابط في زحلة يوازي أضاف قوة العدو في حمص. وبالتالي «فلا مجال للتشاؤم وزحلة تبعد مرحلتين عن بعلبك بالسير السريع والبريد بين حمص وبعلبك وزحلة وعكة منتظم كل الانتظام»4. وكان العزيز يشارك ابنه في رأيه هذا فيهزأ من أقوال رجال الآستانة ويسخر من تبجعهم بجيشهم واستعداداتهم فيشير إلى اندحارهم في حمص وإلى تعيين حسين باشا نفسه سرداراً أکرم5. ولكنه كان قد بدأ يشعر باهتمام الدول بقضيته وباحتمال تدخلهم بعد سقوط عكة فأوجب إنهاء مسألتها عن يد السرعسكر نفسه ولاسيما فتنة الدروز كانت قد أخمدت بفضل بسالته6.
وعاد إبراهيم إلى عكة في أواخر الثلث الثاني من شهر أيار سنة ١٨٣٢ فعاين أعمال الحصار بنفسه وأمر باتخاذ التدابير اللازمة وكتب إلى والده بأن نقل الذخائر والمهات سيتم في زهاء يومين فيبدأ عندئذ بإطلاق النيران على القلعة7. وكان إبراهيم يكن باشا قد اتصل بالسلطات في عكة للمفاوضة قبل وصول السرعسكر بأسبوع فرفضت هذه إرسال من يفاوض
- ↑ کادالنان وبارو ص ۹۳-۹٥
- ↑ المؤلف نفسه ص ۱۲۷-۱۲۸
- ↑ محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا ١٢ ذي الحجة سنة ۱٢٤٧ (۱۸۳۳): المحفوظات ج۱ ص۲۹۷
- ↑ إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا ١٨ ذي الحجة سنة ۱٢٤٧ (۱۸۳۲): المحفوظات ج۱ ص ۳۰۲
- ↑ محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا ٢٨ ذي القعدة سنة ۱٢٤٧ (۱۸۳۲): المحفوظات أيضاً ج ١ ص ۲۸٥
- ↑ محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا ٢٨ ذي القعدة سنة ۱٢٤٧ (۱۸۳۲): المحفوظات أيضاً ج ١ ص ۲٩١
- ↑ إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا ١٩ ذي الحجة سنة ۱٢٤٧ (۱۸۳۲): المحفوظات ج۱ ص ٣٠٤