صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/116

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٣٠
بشير بين السلطان والعزيز

وعفصه وقباقيبه وغير ذلك1. ثم دخل الشوام في تبعة العزيز فجنوا ثمار أمنه وعدله وإصلاحه كما سبق وقلنا في تضاعيف هذا الكتاب ولا سيما في الكلام عن الإدارة. وما يجدر أن العزيز عني بالعلم والتعليم بالشام فأمر بإرسال الطلبة من الشام إلى مصر للالتحاق بمدارسها فأرسل محمد منيب أفندي في صيف السنة ١٨٣٢ مئة واثنين من هؤلاء2. وألحق سامي بك نفسه أولاد من نفي من الشام إلى مصر بالمدارس3. ثم رغب العزيز نفسه في صيف السنة ١٨٣٣ باستقدام بعض أولاد العرب من الألايات الجديدة ممن ألم بالقراءة والكتابة والحساب والرسم كي يدرسوا فن حصار القلاع4. وفي أواخر السنة ١٨٣٤ أنشئت في دمشق مدرسة حربية دعيت مدرسة الجهادية برئاسة «علي آغا»5. وفي خريف السنة ١٨٣٠ نرى إبراهيم باشا يقترح إنشاء مدرسة لتخريج الضباط «المحليين» في كل من حلب وعينتاب وكلس6. ونراه في أوائل السنة يكتب إلى سامي بك عن الورق والحبر اللازمين لطلاب المدفعية في حلب7. ولعل هذه المدارس كانت على غرار مدرسة البيادة في الخانقاه التي أنشئت في أيلول من السنة ١٨٣٢ لتخريج ضباط الفرق. فيكون والحالة هذه منهاج الدروس فيها قد شمل مبادئ التحصين الأولية – مهاجمة الحصون والدفاع عنها والطوبوغرافية ورسم الخطط وحركات البيادة واستخدام السلاح وواجبات الخدمة الداخلية ونظام الحاميات والأورط والبلوكات. أو أن يكون كما أبانه الدكتور عزت عبد الكريم صرفاً ونحواً ولغة فارسية ولغة تركية وحساباً وتدريب النقر والبلوك والأورطة والألاي8. ومهما يكن من أمر برامجها فالواقع الذي لا مفر منه هو أنها كانت محاولة جديدة في بابها لم يسبق للشوام أن رأوا مثلها من قبل وإن من رعاها بعنايته فكان واعياً يود اللحاق بالقرب في مضمار التعليم العسكري وإتحاف شعبه بأفضل ما توصل إليه العلم الحديث. ولذا فإننـا نراه يكتب إلى سامي بك فيلفت نظره إلى مؤلفات الحاج إسحف أفندي رئيس المهندس خانه البرية السلطانية «في الحساب والجبور الهندسة وقطع للخروط وحساب التفاصل والتكامل


  1. كتابنا المحفوظات المصرية وأسباب الحملة على سورية ص ٧١-٧٦
  2. محمد منيب أفندي إلى سامي بك: المحفوظات الملكية المصرية ج ۲ ص ۷۲
  3. المعية السنية إلى محمود بك: المحفوظات نفسها ج ٢ ص ١٦٨
  4. باقي بك إلى إبراهيم باشا: المحفوظات أيضاً ج ٢ ص ٢٤٤
  5. مجلس شورى الجهادية إلى ديوان الجهادية: المحفوظات ج ۲ ص ٤۸۸
  6. إبراهيم باشا إلى سامي بك: المحفوظات ج ۳ ص ٥۳
  7. المحفوظات ج ۳ ص ۸۷
  8. التعليم في عصر محمد علي ص ۳۹۳-۳۹٥