مسعود الماضي شيخ مشايخ ساحل حيفا وأسعد بك الخضر متسلم يافة[1]. وقام عماله بتجريد السكان من السلاح فجمعوا من نابلس وحدها ٥٦٠٠ بندقية ثم قاموا يجندون الشبان فجمعوا عدداً كبيراً منهم وأرسلوهم إلى القلاع أولاً ثم إلى سفن الأسطول[2]. وقضت مشيئة العزيز بإبعاد صنف الموظفين من أتباع عبدالله باشا والي صيدا السابق عن هذه الإيالة فنفذ أمره في نقاط عديدة ولكن اللايدي هستر ستانهوب الشهيرة أبت أن تسلم من التجأ من هؤلاء إليها فوق صيدا وحاولت الاحتفاظ بهم ولكن دون جدوى[3].
٤ - حوادث طرابلس وما يليها: وذاع نجاح الفلاحين في جبال القدس والخليل ونابلس وتناقلته الألسن وبولغ فيه فتحركت طرابلس في أوائل تموز من السنة نفسها ١٨٣٤ وقامت على المصريين والنصارى فهرب هؤلاء إلى التلال المجاورة وانسحب المصريون بقيادة اللواء سليم بك من البلد إلى المينا وتحصنوا فيها وباتوا ينتظرون المدد. فكتب العزيز إلى أمير لبنان أن يمد الحامية بالرجال فأرسل ابنه خليلاً إليها على رأس ألف رجل[4]. وما أن وصلها حتى عادت المياه إلى مجاريها فألقى القبض على سبعة وخمسين منهم الحاج عبدالله علم الدين والحاج شاكر المطرجي والسيد شاكر عدرة والسيد إبراهيم السندروسي والحاج حسين علم الدين والسيد مصطفى ملك والحاج مصطفى الأدهمي ومحمد أفندي الذوق والسيد خليل الثمين أمين الفتوى وإسماعيل أفندي أخي النقيب وأدخلهم السجن[5].
وكان السرعسكر قد أمر بإرسال أورطتين من المشاة من الرملة إلى طرابلس وعزَّز قوة آغا المعجون فضم إليها فرسان حسن اليازجي وتوجه أحمد آغا ومدها ببطارية مدافع من حمص وألحق بها طابوراً من ألاي المشاة العاشر وأرسلها إلى عكار «لتصفية غائلتها» فوافاها إلى عكار سليم بك بما كان قد تجمع لديه من الرجال في أواخر تموز وشد أزره الأمير اللبناني برجاله. فقبضا على أسعد بك المرعب وأسعد بك الشديد وعلى اثنين من أولاد محمد بك القدور وعلى ثلاثين آخرين من وجوه هذه المنطقة وأعيانها[6]. ثم عاد الأمير خليل إلى