ثم أجمل القول إبراهيم باشا فأفاد أن الموقعة جرت بالقرب من دامة في قلب اللجاة في منتصف شهر شباط من السنة ١٨٣٨ وأن ألاي الغارديا الأول وألاي الغارديا الثاني وألاي المشاة الرابع وألاي المشاة الرابع عشر وألاي المشاة الثامن عشر اشتركوا فيها وأن هذه الألايات لم تقو على الدروز فاختل نظامها وجرح قائدها أحمد باشا المنكلي فاضطرت أن تعود إلى قرية تبنة[1].
أما محمد شريف باشا الحكمدار فإنه بعد أن يشير إلى انهزام الجيش مرتين أمام صخور اللجاة وإلى توعك صحة السرعسكر وتوقع الحركات العدائية من قبل الباب العالي يفيد أنه يسعى لحل مشكلة الدروز حلاً سلمياً كأن يؤخذ منهم عدد معين من الجنود ويطلب إليهم تسليم الذخيرة التي استولوا عليها فيؤمنوا عندئذ على أرواحهم ومتاعهم وتنتظر السلطة حلول فصل الصيف وجفاف برك الماء في اللجاة قبل أن تضربهم ضربة قاضية تنفذ بها إرادة الجناب العالي. ويستدل من مضمون هذه الرسالة أن الرعب كان قد دب إلى قلوب العساكر وأن الحكمدار خشي أن يخسر عدداً لا يستهان من ضباط الجيش إن هو أقدم على متابعة الحرب[2].
واشتدت عزائم الدروز فترفعوا وتكبروا وكتب زعيمهم الشيخ يحيى الحمدان إلى أبي السعود أفندي المرادي نجل مفتي الحنفية في دمشق الشيخ حسين أفندي المرادي وإلى شمدين آغا وعمر آغا البوزلي وغيرهم يقول «بخصوص العساكر الذين فاتوا علينا في حياتكم البركة وما بقي منهم إلا القليل وأخذنا المدافع والجبخانة والذخيرة كلها. فإذا حسن عندكم شيء نشد ضهركم ونقوي قلوبكم. وقد فعلنا ما لم يفعله أحد قبلنا لا أكبر ولا أصغر. ونحن لا ننتظر فزعة أحد ولكننا نحمد الله الذي جعلنا أصحاب الجلالة والناموس ونضرب بسيف الله والسلطان وغيرنا ماتت المروة منه»[3].
وأخذت أحاديث الفتن والفساد تترى بين أهالي دمشق وبدأت علائم الفتن تبدو في قراها. وعمد بعض الأشقياء من أهالي قريتي ينطا والحلوة وهما من قرى دمشق الدرزية إلى قطع طريق بيروت دمشق. وتغلغل عدد كبير من فرسان الدروز إلى قرى الغوطة وأخذوا يحضون