صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/26

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٤٠
بشير بين السلطان والعزيز

القرويين على الهجوم على دمشق لإطلاق سراح المجندين من أبنائهم الموجودين في ثكنات المدينة قائلين «لنركب جميعاً معاً ونسير للاستيلاء على دمشق وإنقاذ أولادكم»1، فازداد خوف الحكمدار وكتب إلى السرعسكر يقول: «إن إنهاء عصيان هؤلاء الأشقياء لمن أقدس الواجبات ولا بد والحالة هذه من إيجاد عساكر تألف القتال بين الصخور. وبما أن عساكر السكبان غير موجودة الآن في بر الشام فإني أرى أن يتم انتقاء سبعة أو ثمانية آلاف رجل من نصاری جبل الدروز وأن يسلحوا بالبنادق من عكة ويزحفوا بقيادة الأمير خليل الشهابي إلى مناطق الثورة لإخمادها2.

ورأى السرعسكر رأيين في أمر التنكيل بالدروز فإما أن يرجئ الزحف عليهم حتى موسم الصيف حين تنضب المياه في مناطقهم الصخرية أو أن يستفاد مما عليه الجو من اعتدال فتستدعى الألايات المرابطة في بر الشام وتعين لها أماكن نزولها وتراقب حركات الأتراك حتى إذا ما تبين أنه ليس ثمة تدابير ينوي الأتراك القيام بها يزحف هو بنفسه على الأشقياء بثلاثة ألايات من الألايات الموجودة لديه في حلب ونواحيها فيعمل سيوف الجناب العالي اللامعة في رقاب الأشقياء على نحو ما يشتهيه3. ثم عاد فكتب في الرابع من آذار يوجب إبقاء الألايات الأربعة في حلب استعداداً للطوارئ ويرجو إرسال ألاي الغارديا الثالث من مصر إلى بر الشام وإنزال الأورطة الرابعة منه المؤلفة من الدروز في السويدية والأورط الثلاث الأخرى المؤلفة من الحلبيين والأنطاكيين والدمشقيين في عكة أو بيروت كي يقوموا منها إلى الشام كما أنه يطلب إرسال ألاي المشاة الثالث عشر إلى بر الشام.

ولدى اطلاع العزيز على آراء الحكمدار والسرعسكر أمر بالإسراع في قمع الثورة لئلا يؤدي استمرارها إلى استفرار الأتراك. وإذا كان ذلك غير ممكناً فليعاد إلى الطريقة التي أشار بها الحكمدار لتهدئة الخواطر. وكتب في السابع من آذار إلى سليمان باشا الفرنساوي الذي كان قد تولى قيادة منطقة حوران ينبئه باستعداده لإرسال الألاي التاسع من مصر إلى بر الشام وبإرسال ثلاث مئة من الآغاوات ذوي اللحى وبأنه أصدر أمره إلى مصطفى باشا محافظ كريت ليقوم بالتجنيد العام في الجزيرة ويتوجه بالعساكر المجندة إلى بر الشام على أن


  1. حنا بحري بك إلى إبراهيم باشا: المحفوظات ج۳ ص۳۳۷ – ۳۳۹
  2. محمد شريف باشا إلى إبراهيم باشا: المحفوظات ج٣ ص۳۳۹ - ٣٤٠
  3. إبراهيم باشا إلى سامي بك: المحفوظات ج۳ ص٣٤٢