صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/58

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٧٢
بشير بين السلطان والعزيز

بإخمادها وانتدب إسماعيل عاصم بك حكمدار حلب لتنفيذ هذه المهمة بالإضافة إلى مهمته في حوران1. ولم يوفق إسماعيل بادئ ذي بدء فكتب إليـه السرمسكر يؤنبه ويستفزه للقيام بالواجب وبطريقته الخصوصية فقال: وإذا كنت تؤثر الراحة على العمل في مسألة عجلون متعللاً بأوجاع وعلل مصطنعة فها هو الأوتوزير سليم باشا فإنه استدعي إلى مصر لأنه لم ينجح في مسألة الجديدة. وإذا أرسل أحد بدلاً منك فحينئذ تفقد مركرك وتسوء سمعتك ولا تبقى لك أية قيمة عسكرية تدر لك تقلد الأوسمة والنياشين. وهاءنذا أخطرك فإذا ظهر منك أي كسل فإياك أن تقول أضاعف الضغط في اللحظة الأخيرة وأنهي المسالة. أقسم بالله أبلغ الأمر إلى وأفضحك2.

٤ - بلاد بشارة: وفي أوائل تشرين الثاني من السنة ١٨٣٩ رفع الشيخ حسين شبيب ابن الشيخ فارس الناصيف لواء الثورة في بلاد بشارة من أعمال لبنان الجنوبي مطالباً برفع المتسلمين من بلاده وإعادة الحكم إليه كما كانت الحالة في عهد والده متعهـداً بدفع الأموال وتقديم الغلال وبصيانة الأمن والعدل في بلاده في ظل الحكومة المصرية3. وجمع حوله نحواً من ست مئة نفر أربع مئة وخمسون مسلحون بالبنادق ومئة وخمسون بسلاح بسيط كالفرد والطبنجة والخنجر واليطقان والعصي. وحضر إليه جماعة من بلاد بعلبك من رجال الأمير خنجر الحرفوش يعدونه بالمعونة. ولدى وصول هؤلاء «قويت براعته وصار يتلفظ بأقوال خارجة عن الطريقة بقوله إذا كان لا يجاب إلى سؤله فإنه سيزداد شقاوة حتى يسري ضرره إلى النواحي الموجود بها». فأوعز إبراهيم باشا إلى محمد شريف باشا أن يطلب معونة الشهابي الكبير أمير لبنان ومعونة مدير إيالة صيدا الشيخ محمود عبد الهادي. فأرسل الشهابي الكبير حفيده الأمير مجيد على رأس قوة صغيرة مؤلفة من خمس مئة رجل. وقام الأمير مجيد إلى النبطية ومنها إلى ميس فيارون حيث احتك بالشيخ حسين وأكرهه على الفرار إلى الوعر4.


  1. إبراهيم باشا إلى إسماعيل عاصم بك المحفوظات ج ٤ ص ۳۱۹ ۱۸۰-۱۸۱ و۱۹۸ و۲۰٥
  2. إبراهيم باشا إلى اسماعيل عاصم بك – ٩ أيلول سنة ١٨٣٩ – المحفوظات ج ٤ ص ٢١٤
  3. حسين شبيب إلى محمد علي باشا - ١٦ تشرين الثاني سنة ١٨٣٩ المحفوظات نفسها ج ٤ ص ۲۷۱-۲۷۲
  4. الشيخ محمود عبد الهادي إلى محمد شريف باشا: المحفوظات ج ٤ ص ۲٦۹-۲۷۱