الدول والعزيز: وثار ثائر فرنسة حكومة وشعباً لما حل بها من عزلة وخذلان ونادت جرائدها المتطرفة والمعتدلة بالاستعداد للحرب ووافقت الحكومة على ذلك وأرصدت مبلغاً طائلاً من المال لتعضيد أسطول البحر المتوسط ودعت صفي ١٨٣٦ و۱۸۳۹ لخدمة العلم وسعى سفراء فرنسة في برلين وفينة والآستانة لإعادة النظر وتأجيل التنفيذ. وكتب لويس فيليب إلى نسيبه ليوبولد ملك بلجيكة الذي كان آنئذٍ في لندن أن يعمل بمثل ما تقدم1. وأوفد المسيو تيير مندوباً خاصاً إلى مصر الكونت فاليفسكي ابن نابوليون غير الشرعي ليقنع الباشا بقبول ما يسعى الأميرال ده بونتوا الحصول عليه في الآستانة وبإعطاء فرنسة حق المفاوضة باسمه لدى السلطان2.
ولم يؤثر شيء من هـذا في نفسية الوزير البريطاني الفيكونت بالمرستون فكتب إلى اللورد غرانفيل في الرابع من آب يقول إن إجراءات فرنسة الحربية لا مبرر لها وأن الحكومة البريطانية سوف لا تأخذ علماً بها وسوف لا تطلب اعتمادات إضافية من مجلس العموم وأن القوى البحرية البريطانية في البحر الأبيض المتوسط كافية لتنفيذ مقررات معاهدة الخامس عشر من تموز3. وكتب الكونت نسلرود إلى البارون ماين دورف سفير روسية في برلين