غير حسن واصلحه محلة المسيحيين. وقد كان يحيط بالمدينة اسوار رومانية
لا يبعد انها كانت تقرب من قبة دورس من الغرب ممتدة الى المقالع القديمة
ومنها صعودا حتى قمة الشيخ عبدالله ثم محاذية النهر شرقا الى راس العين
ملتفة من فوق هذا النبع وممتدة منه شمالاً إلى الشراوني حيث كانت
المقابر القديمة ومنها غربا الى القشلة التي بناها ابرهيم باشا المصري حيث
لم يزل قسم منها عامرا وفيه الباب الشمالي يضمه برجان بنيا بحجارة فخمة
ومن البرج المتصل هناك بالاسوار العربية الباقية لا بعد ان كانت السور
الرومانية تمتد من هناك غربا مارة بالبساتين الى قبة دورس حيث
ابتدأنا، وهكذا كانت الهياكل تبعد من السور بضع مئات من الامتار
شمالا وغربا وشرقا وليس كما توهم بعضهم أنها كانت مكونة جزءا منه
فان ما شوهد من أسس البيوت القديمة في البساتين يثبت رأينا ، وكذلك
في البستان شرقي راس العين وجدت اثار حائط عريض نظن انها آثار
السور الروماني ووجدت ايضا أسس أبنية وقني وآنية خزفية مما يدل على
إن تلك الجهة كانت مأهولة
أما الاسوار العربية فلم تزل اثارها قائمة واعمرها ما بنيت عليه الثكنة
ولم يكن محيطها أكثر من أربعة كيلومترات لان المدينة اصبحت بلدة في
القرون المتوسطة وكانت القلعة تتم جزءا من هذه الاسوار وكان لها اربعة
ابواب وفي « باب دمشق » لم يزل عامر في داخل بيت على طريق
راس العين « و باب نحلة » في الجهة الشرقية « والباب الشمالي » وهو
روماني وقد ذكرناه « والبوابة » في محلة المسيحيين . وقد اتلف الجهلة
البابين الاولين وقسما كبيرا من هذه الاسوار حديثا ، وقد شوهد في
الاسوار المذكورة بضع كتابات تأبينية نقلها العرب من اماكنها الاصلية ليبنوا بها اسوارهم
صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/10
١٠