ومنهم « اكليمنضوس المطران » اسقف بعلبك وبلاد الشرق وقد مر ذكره . ومنهم « يوسف المطران » بن إبراهيم بن ميخائيل بن نقولا المطران الذي كان من أعظم اخصاء الأمير جهجاه الحرفوش . وكان مدبرا له يستسير برأيه المسدد ، وكان أخوه « ناصيف » امينا لمال المقاطعة وكاتبا للأمير . وكان يوسف رجلاً ذا بأس ووقار وكثيرا ما كان يردع افراد الاسرة الحرفوشية عن التعديات التي كانوا يجرونها فاكتسب بذلك ثقة الأهالي وتوفي في سنة ١٨٥٠. وهكذا قام ابنه « حبیب باشا مطران » ومشى على الخطة التي رسمها له ابوه . ومن ترجمته رحمه الله انه ولد في ٢٥ آذار سنة ١٨٢٩ ولما بلغ أشده ارسله والده إلى دمشق فدرس فيها اللغة التركية بفروعها وآداب اللغة العربية . ودخل في خدمة الولاة العظام اذ تشرب قلبه عن ابيه محبة الدولة العلية . و بعد ان توفي والده رجع الى بعلبك و باشر بنفسه ترويض اخلاق هؤلاء الأمراء وتخفيف ويلات الأهالي فلم ينجح . حتى اذا حدثت الواقعة المشهورة بين مصطفى باشا والأمير محمد الحرفوش في معلولا سنة ١٨٥٠ سعي صاحب الترجمة بتنشيط اولي الامر لوضع حد لمظالم آل حرفوش . فصارت بعلبك وشرقي البقاع قائمقامية واحدة يتولاها حاكم من قبل الدولة العلية فسعدت البلاد وارتاحت الأهالي . غير ان الحرافشة الذين لم يبارحوا الوطن ما زالوا يحركون احزابهم للعصيان الى ان كبحت جماحهم العساكر السلطانية وكانوا يكيدون على حبيب ليقتلوه فلم يفلحوا . حتى اذا كانت سنة ١٨٦٠ أقبل المرحوم فؤاد باشا مفوضا من قبل الدولة العلية في تدبير شؤون سورية فدخل حبيب افندي بين خاصته وكان يمهد له العقبات بما له من النفوذ في بعلبك وزحلة الى ان صار من معتمدي دولته وظل هكذا حتى استتبت الراحة وتوطد الامن فأزاح دولته من بقي من امراء آل حرفوش ورتب شؤون حكومتها . ولما شاء فؤاد باشا ترتيب ويركو الولاية السورية كلف