حبيب افندي بتعديل ذلك بهيئة مجلس إدارة الولاية فكان تعديله الاصلح فأنهى له بالوسام المجيدي الخامس ورتبة قبوجي باشي فكان أول مسيحي في سورية حصل على وسام . ودام صاحب الترجمة منعكفا على الاعمال الخيرية وساعيا لما فيه نجاح وطنه مما كان له الوقع الحسن لدى الدولة العلية فأنعمت عليه في سنة ١٨٩٠ بالوسام المجيدي من الرتبة الثانية ، وفي أيار من سنة ١٨٩٢ توجه الى الأستانة العلية فنال الحظوة بشرف المثول لدى الحضرة الشاهانية مع نجله المرحوم يوسف افندي فكان مظهرا لتعطفاتها السنية . وإذ رأت ايدها الله ما لحضرته من جليل الخدم وقويم الاعمال تعطفت عليه برتبة مير ميران الرفيعة فكان من ثم أول مسيحي ظفر بلقب باشا خارج الأستانة العلية وحسبه بذلك افتخارا . ثم زايل الأستانة العلية قاصدا باريس فقابل عظماء رجالها ونال منهم مزيد الالتفات وعاد لوطنه معززا مكرما . وفي سنة ١٨٩٥ أنعم عليه ايضا بالوسام العثماني العالي من الرتبة الثانية ولبث مثابرا على الاعمال الخيرية الى أن لبي دعوة ربه في ٢ تشرين اول سنة ١٩٠٠ مودعا بدموع الحزن والاسف ومما يسقي هذه الغرسة الكريمة شرفا الاعمال المهمة التي قام بها نجله المرحوم « يوسف أفندي » فقد ولد في سنة ١٨٥٤ وربي في اشد ما يتولى قلب امرء من حب دولتنا العلية . وله في ذلك أمور مشهورة تشهد بشدة ولعه بالعرش العثماني منذ صغره فان له من التعصب في ذلك ما تضرب فيه الامثال . ربي من صغره في خدمتها وما زال حتى سار في سنة ۱۸۸۰ الى الأستانة لتسوية مهمات له فيها ففاز بمرغوبه ونال التفات اكابر الوزراء وانعمت عليه الدولة العلية بالنيشان المجيدي الثالث ثم عاد الي الوطن ولم يلبث ان : ايله عائدا في سنة ١٨٨٥ الى الأستانة وفيها اندفع أيضا الى خدمة الدولة والوطن معا مما اشتهر عند الخاص والعام . وإذ تقرر ذكاه وخبرته في الأمور نال من مكارم الحضرة السلطانية امتياز مرفاء