وكان لزفافه يوم نادر مشهود.
ولكن الدهر الخؤون لم يصف له فلم تمض بضعة أشهر من زفافه حتى
توفيت قرينته في القاهرة في اثناء رجوعه الى وطنه بعد غربة تسعة أعوام
فشق عليه الخطب وندب حظه بعدها أشهرا وما كان ليتعزى حتى لاقى
حتفه في ٢٣ نيسان سنة ١٨٩٥ في باريس.
فما انتشر نعيه في عاصمة الفرنسيس الا واكبر اعيانها وعظماؤها خطبه
واشتد لهف واسف الناس عليه فبادروا لغرفة الميت مودعين رجل سوريا
وفردها وكتبت جرائدهم المهمة فصولاً طوالا عددت فيه مناقبه الغراء وما
بذلته من الخير اياديه البيضاء . وتعطفت الذات المقدسة الشاهانية بتبليغ
المرحوم والده اسفها و بشموله و باقي انجاله برضاها العالي ثم أصدرت ارادتها
السنية بإحالة الامتيازات التي نالها الفقيد لوالده الثاكل وبيانا لرضاهـا
السامي انعمت على اخي الفقيد عزتلو رشيد بك برتبة قنصل جنرال دولتها
العلية في ليون وهو من الشبان الاذكياء المتوسعين في العلم ثم قدم رشيد
بك الى الأستانة العلية فسكنها وتفرغ لخدمة الحكومة السنية بما أوتيه من
الدراية والفضل . وسكن شقيقه الأصغر نخلة بك باريس و بذل همته في
الخدمة الصادقة فاكتسب انعطاف الذات المقدسة فأنعمت عليه في تشرين
الأول سنة ١٩٠١ برتبة مير ميران الرفيعة وهي رتبة المرحوم والده واهدته
حكومة ايران الفخيمة وسام المعارف من الدرجة الثانية وما زال في باريس
متبعاً اثار والده وشقيقه بإخلاص الخدمة وابتغاء الرضي الأسمى.