صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/107

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الفصل السادس في قلعة بعلبك وما في المدينة من الآثار القديمة

ها قد انتهى بنا القلم الى تلك الخربات الشهيرة وما أدراك ما هي . هي هياكل قد غدت تندب الزمان لا بل الزمان يندبها . اذ كانت غرة في جبينه فراحت ولم يبق الا الأثر منها
يا قلعة في بعلبك قديمة وسعت جميع الناظرين عجابا
لم يبقها الدهر الخؤون محبة بل قصده أن يتحف الألبابا
كي يعلموا أن الأولى من قبلهم هم فتحوا لعلومنا الأبوابا(١)
قلعة بعلبك هي خرب شهيرة الى غربي البلدة بعضها بقية هياكل بناها الاقدمون لمعبوداتهم على مرتفع صناعي وزينوها بالزخارف والنقوش البديعة وجعلوها حدا لجموح الاولين وحديثا مذهلا للمتأخرين مما دهشت لعظمته عقول أولي الألباب وعجب له جميع من زارها من السياح فشهدوا بان هياكلها من منتخبات الهندسة اليونانية وانها من اعظم ما بناه الاولون وافخم ما راه المتأخرون وحسبك انذهال الغريب ودهشه عند مرآها
والبعض الآخر هو ما بناه العرب من التحصينات وهو دون تلك فخامة ونفاسة وترتيبا فان الدول العربية لم تمد للهياكل يدا الا بقصد تحويلها الى قلعة منيعة فمنطقوها بالخنادق والابراج ومرامي السهام. فعليه يكون اشهر ما تضمه هذه الخرابات هيكل جوبيتر الشمسي وما يتقدمه من الابهية والاروقة وما تحتها من الاقبية والدكة الكبيرة والهيكل الصغير وهو ما يظنونه هيكل باخوس وبناء العرب وسنتكلم عن كل منها بالترتيب مبتدئين من مدخل القلعة الحالي


(١) ابيات ارتجلها الشيخ إبراهيم الاسكوبي المدني لما زار بعلبك مع الوفد الملكي الحجازي