صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/111

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

وامامها درج عظيم طوله خمسون مترا وكان بين درجاته ثلاث مساطب فلا ملك العرب البلد وحصنوا القلعة رفعوا هذه الاعمدة ودكوا الدرج الى اسسه وبنوا بحجارته جدارا كبيرا فوق قواعد الاثني عشر عمودا وفتحوا فيه مرامي للسهام . ولكن الالمان هدموا القسم الأكبر من الجدار الغربي وكشفوا عن هذه القواعد وسيبنون قسماً صغيرا من الدرج بهيئته الاصلية ليظهر الرواق بمظهره القديم .
ويرى من الخارج على قاعدتي عمودين كتابة لاتينية مفادها ان احد قواد جيش الامبراطور انطونينوس بيوس (كراكلا) وجوليا دومنا ذهَّب تاجي العمودين النحاسيين على نفقته بعد نذر قدمه لآلهة ايليو بوليس العظيمة . ذلك يدل على ان عمودين نحاسيين كانا بين الاعمدة الغرانيتية في هذا الرواق .
والجدار الخلفي من الرواق كان مزدانا بنقوش جميلة ومواقف للأصنام محتها عوامل الطبيعة وفيه ثلاثة أبواب اكبرها اوسطها وكان علوه نحو عشرة امتار وعرضه سبعة وربع وعلو كل من الاثنين الآخرين أربعة امتار ونصف وعرضه ثلاثة ونصف وسمك جدار الأبواب ستة امتار لكن الباب الكبير الأوسط والباب الصغير لجهة اليمين سدتهما العرب ففتح الالمان الباب الكبير . وبين هذه الأبواب ادراج لولبية يصعد منها الى سقف الرواق والبهو الذي كان يعبر اليه من هذه الأبواب .
البهو المسدس او الدار الأولى (انظر الخارطة) : وهي دار مسدسة الشكل كانت فيما يظن مقام الكهنة وقطرها نحو ٥٠ مترا ما عدا الأبنية المحيطة بها . ولكل زاوية منها غرفة وبين كل غرفة والأخرى معبد مربع الشكل مستطيله مفتوح الواجهة وكان امامه أربعة أعمدة من الغرانيت واكثر هذه المعابد والغرف مشعثة وقد فتح العرب في جدران المعابد مرامي للسهام و بنوا عليها قناطر لتحمي الرماة من حر الشمس