صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/112

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

ولما نظف الالمان هذا البهو استدلوا على انه كان على بعد ثمانية امتار من كل جهة من هذه المعابد خط مسدس الشكل كالبهو يتألف من ثلاث درجات وفوقه صفت من الاعمدة الغرانيتية . وكان بينها وبين جدار المعابد الداخلي سقف هرمي الشكل . وهكذا كان الشعب يمر امام المعابد تحت رواق من العمد مسقوف وساحة البهو كانت مكشوفة للشمس ولا يبعد انها كانت ملعبا يتلاهى به الشعب .
ووجد الالمان بين الأبواب التي نوهنا بها ادراجاً لولبية يصعد منهـا الى سقف البهو . وبإزاء هذه الأبواب من الجهة الأخرى كان الأبواب التي يدخل منها الى البهو الكبير المربع وقد تهدم منها الباب الكبير الأوسط والباب الذي الى جانبه على اليسار والثالث الأيمن محفوظ وفوقه احدى غرف البهو وقياس هذه الأبواب كقياس تلك .
البهو الكبير او هيكل كل الالهة(۱) : هو بناء مربع الشكل يحيط به اثنا عشر معبد لربما كانت للآلهة الاثني عشر العظيمة . أربعة منها بشكل نصف دائرة في الجهة الشمالية والجنوبية وما بقي مربعة مستطيلة وجميعها مفتوحة الواجهة وامامها عمد من الغرانيت . وكل معبد منها يحتوي على صفين من مواقف الاصنام الواحد فوق الآخر ويفصل المعابد عن بعضها حائط على واجهته موقف صنمين علوي وسفلي . ونقوش هذه المواقف مختلفة الأشكال . وفوق المواقف العلوية واجهات مثلثة الشكل وحسنة النقش


(۱) دعونا البهو الكبير وهو ما تدعوه المجنة الأمانية (بهو المذبح) بهيكل كل الالهة لتعدد مواقف الاصنام فيه وهي لا تقل عن المائتين وخمسين . ومن المعلوم أن القدماء كانوا يشيدون في المدن المشتهرة للعبادة العمومية هيكلا لكل الالهة بحيث لا يغيظون هذا ويسرون ذاك في اعتقادهم . فكان هذا البناء الفخيم بهوا للمذبح وتقديم الضحايا وسبيلاً للمرور إلى الهيكل الكبير وفي الوقت ذاته مكرسا لعبادة جميع الالهة الأكثر شيوعا في انحاء المشرق