صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/130

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٨

بربارة شفيعة المدينة. ومن تقليدات الاهلين ان هذه الشهيدة ولدت في بعلبك واستشهدت فيها. ولم تبرح الاهالي من الاسلام والمسيحيين يدعون هذا الهيكل « البربارة» الى اليوم . ولم يزل على جدران الهيكل كثير من الرسوم المسيحية كالصلبان ومحل ايقونة على الباب . وفي داخل الهيكل للشرق رسم صليب يوناني بالحبر الاحمر الثابت ضمن دائرة فوقهـا شعار قسطنطين الكبير TOYTU NIKA « بهذه العلامة تنتصر »

الجامع الكبير : هو للشرق من هيكل الزهرة يوصل اليه من زقاق ضيق . كان في ما سلف من السنين على حسب ما ينصُّهُ التقليد وما يرى فيه من الشارات المسيحية كنيسة للقديس يوحنا فحولها المسلمون الى جامع وكان الجامع الاعظم في عمرانه ولكنه لم يفقد الان غير سقفه . وهو في داخله ذو ثلاثة صفوف من الاعمدة القصيرة بعضها من الحجر المحبّب ( الغرانيت ) و بعضها من الحجر الاصم وعلى اكثرهُ تيجان فورنثية تحمل اقواساََ قنطرية يرتكز عليها السقف . وقد وضعت العُمُد بلا ترتيب ولا نظام فاكثرها وضع على الارض بلا قواعد و بعضها يحمل تيجاناََ لاتناسب حجمها . ويرجَّح بان العرب نقلوها من اعمدة البهوين في القاعة بعد قطعوا شيئاََ من طولها . و يفصل الجامع عن الدار التي بجانبه صف من الركائز المربعة ذات أقواس . وهناك على ركيزة في الوسط ضمن الجامع جرن للماء عليه نقوش عربية وكان تحته حوض لقبول الماء ويظنُّ بان الجرن اخذ من الكنيسة القديمة حيث كان المعمودية

والى جانب الجامع دار فسيحة مربعة يحيط بها رواق من القناطر من الشرق والشمال والغرب لم يبقَ منه سوى قنطرتين في الجهة الشمالية. ووراءُ الرواقي من الشرق غرف كانت للتدريس وعلى ابوابها كتابات عربية تجد نسختها في الفصل السابع . وفي وسط الدار بركةٌ لماءِ كان على جوانبها الاربعة اعمدة تحمل قبةََ ولم يبقَ من ذلك الا الاثر . وفي زاوية الدار