صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/135

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣١

متر مكعب زنته الف طن ويلزم لرفعه قدها واحدة عن الارض قوة عشرين الف حصان ، فهذا ما يقضي بالعجب العجاب و يستوقف الفكر حائرا عند الطريقة التي توصل بها القدماء الى نقل ورفع وتركيب مثل هذه القطع الهائلة كما يشاهد الآن في الدكة حيث الثلاثة حجارة التي يكاد بعادل كل منها ثقلا وجرها هذا الحجر . ويرى بقرب حجر الحبلي صخرة مقطوعة عموديا الى حجرين متساويين يبلغ طولها نحو عشرة امتار ويمتد هذا المقلع قبلة الى مسافة بعيدة وهناك تشاهد صخور قائمة واغوار في المكان المدعو بالوادي الجواني

ولا يبعد ان ما يشاهد في المقالع من المدافن كان للفعلة التي ذهبت حياتها ضحية الاشغال الشاقة فيها . وقد روى لنا ثيودوره وسوزومن المؤرخان بان حكام الاسكندرية كانوا يرسلون في زمن بوليانوس الجاحد المسيحيين من مصر الى بعلبك الشهيرة بسلطة وتعصب كونتها ليفسدوا ايمانهم واذ لم يكن فيها مسيحيون قادرون على اعالتهم كان الحكام يشغلونهم في المقالع

....
طريقة البناء وجر الاثقال

اما كيفية نقل الحجارة الضخمة إلى الهياكل ورفعها وتركيبها بالنقان فهي من المسائل التي طالما تباحث فيها مهندسو الاجيال ولم يتفقوا على حلها . فقال قوم بانها ثقلت ورفعت وركبت بآلات فقدت ، وقال اخرون انما وضعت في مراكزها بتعلية الارض على خط منحن من المقالع الى مكان البناء فكانوا يدحرجون الحجارة الكبيرة على هذا الخط مستعينين بقضبان حديدية تزلق عليها الحجارة ومن تحتها اسطوانات من جديد لمنع