صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/33

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۳۳

ان يكون قد وجد في اواخر ايامه انا لبعلبك ومعبودها البعل حظوة في اعين نسائه الغرببات فبنى او جدد بناء هيكلها بفخامة وعظمة تليقان بمجده ذلك يؤيده المتداول تقليدا بين الاهلين بان سليمان بنى بعلبك وانـه اعطاها لبلقيس مهرا ومع تعذر القطع احيانا بالتقليد لتلوذ الافكار بالاديان التي ربما اثبتت من الخرافات ما لا يصح للعقل قبوله ، ففي مثل هذا يجب تحكيم العقل بكل دقة والتقليد حسن متى ابدته الادلة العلمية وعززه التاريخ وقد اعترض بعض العلماء بقولهم ان بعلة المقصودة كانت في سبط دان في جنوبي فلسطين مستندين في ذلك الى ما جاء في سفر يشوع ( ص۱۹ : ٤٠- ٤٦) حين أقتسم الاسباط الارض . ولم يقم دليل على قولهم . ومن المقرر تكاثر هذا الاسم في سوريه وفلسطين لان البعل كان معبود الفينيقيين والكنعانيين حتى دخول الدين المسيحي . ودليلنا الثابت وجود بعلة أخرى في قرية يعاريم كانت في سهم يهوذا ( يشوع ص ٩:١٥ و٢٤ و ٢٩ ) و بعلة بير رامة الجنوب في سهم شمعون ( يشوع ص ۱۹: ۸) ويزيدنا رسوخا فيما اعتقدناه ذكر الكتاب موقع " بعلة وتدمر في البريه" معا وما من بعلة غير بعلبك الواقعة على مسافة ثماني ساعات من مبتدأ برية تدمر والتي هي طريقها عصرها الفينيقي: ان ما ذكرناه من التقاليد القديمة المحجوبة حقائقها بستار الخرافات وما أوردناه عن زمن نشأة بعلبك لعهد سليمان يثبت أهمية وقدم هذه المدينة وتقدمها في الوجود على سواها . وذلك يقرب للعقل انه بعد موت سليمان وتجرى، مملكته استقلت بعلبك بسلطنة دينيه فيضت عليها يد الفينيقيين فجعلوا هيكلها محجا تتقاطر زوارهم اليه وعظموا في اعين الوطنيين بعلها وهو الشمس حتى طارت شهرته في الافاق

٣