صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/37

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۳۷

لانتشارها بين اليونان والرومان صارت منبعا لجميع الحكايات اندفع مکروبيوس كسائر جامعي الخرافات الى الزعم بان اصل بعل الهليوبولي من مصر مع ما يوجد من التناقض العظيم بين الهليو بولين" « وكان لبعل من حيث هو اله شمسي ومبدأ للحياة والوجود حكايات خاصة به وكان الها عموميا لجميع القبائل الساكنة فينيقية وسورية . وعليه لا يمكن ان تعتبر حكايته مصرية الاصل او اشوريته، دون احجاف بجميع الانباء القديمة ، فتخمينات مكروبيوس بشأنه غير مرضية . ولكن لا يسهل اليوم مع حالة العلم الحاضرة ان نجزم جزما مطلقا لمن كان التقدم في حكايات سورية المجوفة حيث كان النفوذ الاشوري قويا وقديما ، واذا سلما بوجود نفوذ بين اشور وسوريه الغربية لا يمكننا أن نفكر مع ذلك ان لاسم وحكاية بعل صفات اولية أخص بفينيقية منها باشور . ومن التحقيق عن عبادة بعل وعشتروت في هليوبول بعلم أن حكايتها برمتها وطنيه ومسحتها فينيقية خالصة لا اشورية لان فيها من العوائد والاسرار مثل ما عند الفينيقيين وهياكل المدينة المرقومة مرتبطة الشد الارتباط بهيا كل التيمونه وافقا وصور المعروفة بكونها فينيقية من غير رد » (١)

فما عاتبه الاب مارتين على قول مكروبيوس لا يصح أن نجزم به قطعياً وننكر تأثير النفوذ المصري في سوريه ، فان القطرين كانا ولم يزالا مرتبطين بالعوائد والاخلاق والمشارب كما وأن عبادة الشمس كانت لذلك العهد عمومية ولو دعي هذا الاله بأسماء مختلفة كبعلوس الكلداني وابالو اليوناني او جوبيتر الروماني . بيد ان كتابة مكروبيوس تفيد بان صنم الشمس لم يهد لها من مصر الاعلى سبيل الاكرام ولم تكن عبادة البعل أو الشمس فيها مصرية الاصل او اشورية بل انها فينيقية وطنية وهيكل بعارها وجد واشتهر قبل اهداء الصنم اليه واما عدم وجود الاسماء التي ذكرهـا


(١) تاريخ لبنان الجزء الاول - ف ٣ : -د ٦