مكروبيوس في التاريخ الان فلا تنفي صحة ما ذكره المؤرخ اذ يكون قد ضيعها القدم أو حرفها الكتاب ومع كل هذا لم نجزم حتى الان باهم نقطة من تاريخ المدينة : متى نشأت بعليك ? تؤكد انها فينيقية النشأة رغماً عن كون الحفريات الالمانية قد اثبتت ان ليس في قلعتها شيء من اثار الفينيقيين . وذلك لان اسم المدينة « بعليك » يفيد كونها فينيقية الاصل وانها ما نسبت للبعل لو لم يكن فيها هيكل عظيم كان مصدر عبادته في سورية ومبعث اوليته وليست غير شهرته التي حدث بالرومان لوضع هذه الهياكل المجيبة الباقية الى اليوم مستخدمين في بنائها مواد الهيكل القديم حتى طمس خبره ولم يبق منه اثر واما اذا لم نرجع بشأة المدينة الى عهد سليمان او قبله فنقول ان زمن تأسيس مدينة الشمس و بناء هيكل البعل فيها وشهرته في الاقطار الشرقية منته الى عهد سحيق في القدم وقد ضاع في ظلمات التاريخ كما ضاع تاريخ نشأة المدن القديمة كصور وصيدا وارواد وغيرها عصرها الروماني : لم يأت التاريخ على ذكر بعلبك بعد الافتتاح المقدوني ولم يفدنا ما انشأه اليونان فيها . بيد ان تملك السلوقيين في الاقطار السورية يبعث على الظن بانهم هم الذين ابدلوا اسمها السرياني او الفينيقى « بعلبك » « بايليو بوليس » اليوناني اي مدينة الشمس وقد رسخ الرومان عليها هذا الاسم منذ افتتح يوليوس قيصر البلاد السورية في منتصف القرن الأول قبل المسيح . ولا ريب أنه لما رأى عظمة هذه المدينة وتعلق الوطنيين بعبادة بعلها صيرها مستعمرة رومانية وامر بان تلقب باسم ابنته العزيزة " جوليا" وذلك يشاهد على بعض النقود التي ضربها فيها . فرسم على الوجه الواحد صورة فلاح يحرث سهلها
صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/38
۳۸