صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/50

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٩

والى ما يشاء الله مثال للناس يعنى ان من ههنا حملنا الاتجار الثلاثة المبنية بالقلعة ، وبالحصن ايضا عند طول كل عمود. نحو العشرين ذراعا وفي الارض منها نحو اربعة اذرع وقطره نحو ذراعين واكثر وعددها نحو من ستين عمودا وكان على رؤوسها عتبات وفوق العتبات البناء الحكم وعن اليعقوبي وجه ٣٢٥ و۳۲۷ وهي احدى مدن الشام الجليلة و بها بنيان عجيب بالحجارة و بهـا عين عجيبة يخرج منها نهر عظيم وداخل المدينة الاجنة والبساتين واهلها قوم من الفرس وفي اطرافها قوم من اليمن وقال خليل بن شاهين الظاهري في كتابه زبدة كشف المالك و بيان الطرق والمسالك واما مدينة بعلبك فانها مدينة حسنة بها عمد قيل ان سليمان عليه السلام امر بعارتها . و بعلبك جوامع ومدارس واماكن مباركة واسواق وحمامات وبساتين وانهر مما يطول شرحه . ولها اقليم حسن يشتمل على ثلاثماية وستين قرية وهي أيضا من معاملة دمشق وشغل ابن بطوطة بحلواها وما قرب منه الى المعدة عن ذكر قامتها ووصف غرائب هياكلها حين مرة بها وهي عامرة تحتي اليها بالاستغراب رؤوس اولي العلم والاداب فقال : ثم وصلنا من جبل لبنان الى مدينة بعلبك وهي حسنة قديمة من اطيب مدن الشام. تحدق بها البساتين الشريفة والجنات المنيفة وتخترق ارضها الانهار الجارية وتضاهي دمشق في خيراتها المتناهية . وبها من حب الملوك ما ليس في سواها . وبها يصنع الدبس المنسوب اليها وهو نوع من الرب يصنعونه من العنب وله تربة يضعونها فيه فيجمد وتكسر القلة التي يكون بها فيبقى قطعة واحدة وتصنع منه الحلوا، ويجعل فيها الفستق واللوز ويسمون حلواة بالملبن . وهي كثيرة الالبان وتجلب منها الى دمشق

٤