في سلخ ذي الحجة من سنة ٥٤٨ فتولى بعده ابن اخيه الامير ضحاك بن
خليل رئيس وادي التيم. وفي سنة ٥٥٢ هـ - ١١٥٨ م اخذ السلطان
نور الدين محمود بن زنكي بعليك من الامير ضحاك وذلك انه لما ملك
نور الدين دمشق امتنع ضحاك ببعلبك ولم يمكن انور الدين محاصرتها لقربه
من الفرنج. ولما اتصل بنجم الدين ايوب فتح دمشق كاتب نور الدين في
تسليم بعليك فانفذ اليه وتسلمها منه والحقه باصحابه . وفي ثاني عشر شوال
من السنة ذاتها كانت زلزلة عظيمة لم ير الناس مثلها فحربت كثيرا من
المدن والقلاع كحماة وحمص وشيذر ودمشق و بعلبك . واما هذه فانهـا
آخر بتها وهدمت من هياكلها وتحصيناتها واسوارها جانباً عظيماً فلما بلغ نور
الدين خبرها وكان لم يبلغه خبر غيرها الى بعلبك ليعمر ما انهدم من
إسوارها وقلعتها فلما وصلها بلغة خبر باقي البلاد بخراب اسوارها وخلوها
من اهلها فرتب ببعلبك من يحميها ويعمرها وسار الى حمص وقد وجدت
كتابة على باب دمشق من سور بعلبك تذكر تجديد بناء الاسوار من
السلطان نور الدين ونسختها في الفصل السابع
وفي سنة 556 حبس في قلعتها أسرى من الفرنج فوثبوا على حاميتها
وقتلوهم وملكوا القلعة - فسار اليهم المسلمون من كل ناحية ودخلوا اليها من
نقب دلوا عليه فملكوها وقتلوا أولئك الاسري
وفي سنة ٥٧٠ ه -- ۱۱۷۰ م قصدها السلطان صلاح الدين
الايوبي ( هو ابن نجم الدين ايوب بن شاذي حاكم بعلبك في زنكى ) من
حمص فتسلمها في رابع عشر رمضان . قال ابن ابي طي كان بها وال من
ایام نور الدين محمود بن زنكي يقال له يمن فلما شاهد كثرة عساكر
السلطان اضطرب في أمره وراسل من بحلب على جناح طائر فلم يرجع
منهم خبر فطلب الامان وسلم بعليك الى السلطان وقد هنأته الشعراء
يفتحها . وقال العماد الكاتب بابيات منها
صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/59
٥٨