استأجر الامير فارس شهاب بلاد بعلبك من الدولة العلية وقدم اليها
بالفي فارس وراجل من الدروز ففر الحرافشة وجمع الامير شديد نحو
ستين فارساً ممن يأتمرون بامره واخذ يطوف البلاد متنكرا . ومما يرويه
الاهلون انه لما استتب الامر للامير فارس بدأت عساكره بظلم الرعية
واقتراف الفواحش. وفي تلك السنة اعتدي احد رجاله على احدى المحصنات
فذهبت أمها إلى قرية أنيجا حيث كان الامير شديد و بيدها اليمنى شاش
ناصع البياض و بالاخرى حذاء عتيق وقالت له « ان اخذت بثار ابنتي
فهذه رايتك وارته الشاش وان لم تقم به فتلك رايتك » وأرته الحذاء
وقصت عليه أمرها. فدبت الحمية في راسه وقام بجماعته الستين قاصداً
الامير فارس شهاب وعلم فارس بخروج شديد عليه فلاقاه بفرقة من
عساكره على مقربة من قرية يونين فتهاجم الفريقان واستقتل فرسان
الامير شديد ففتكوا باخصامهم فتكا ذريعا وطلب الامير شديد الامير
فارس فانهزم امامه وتبعه شديد ومعه أحد رجاله يوسف السكرية ولاح
ليوسف من الامير فارس مقتل فاطلق عليه الرمح فجندله سريعا ولما
استجلى الدروز مصرع اميرهم فروا هاربين تاركين على الحضيض نحو
خمسين قتيلا ودفن الامير فارس في محل هناك لم يزل يدعي حتى الآن
بقلعة فارس . فلما بلغ الامير موسى شهاب ذلك نهض برجاله
حاصبيا
ونهض الامير علي نجم من راشيا ثائرين القتيلهم وبدأ وا يغزون اطراف
بلاد بعلبك. فذهب عندئذ الامير عمر الحرفوش الى الشوف واستغاث
بالامير احمد المعني والتمس منه اقرار الصلح بين الحرافشة والشهابيين
فتوجه الامير احمد الى بعلبك واصلح ذات بينهم على ان يؤدي الحرافشة
لآل شهاب كل سنة خمسة الاف غرش وجوادين من أطايب الخيل دية
عن الامير فارس
وفي سنة ١٦٨٦ ورد الامر لعلي باشا النكدلي متولي ايالة طرابلس ان
صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/75
٧٤