صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/79

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٨


الامير يوسف الشهابي ونقده المرتب المعتاد وظل حاكما في بعلبك الى ان تولى بعد سنة من حكمه درويش باشا بن عثمان باشا الصادق ايالة دمشق فارسل عسكره لكبس الامير مصطفى في بعليك بسبب مظالمه وطغيانه فقبضوا عليه وعلى احد أخوته وسبوا حريم بني الحرفوش ونهبوا المدينة وساقوا الامير مصطفى واخاه الى دمشق فامر درویش باشا بشنق الامير مصطفى وارسل الى بعلبك حاكما من عنده يدعي سليم انا . وأما الامير جهجاه بن مصطفى الذي نجا من يد العسكر سار الي عرب الخزاعة ابناء عم بني الحرفوش لان هولا يزعمون بأنهم فخذ من الفخاذهم فاستعان بهم على استرجاع بعلبك فاعتذروا اليه وامدوه بال وفير واعطوه فرسا صفراء كريمة الاصل فعاد إلى بلاد بعلبك في سنة ١٧٨٦ وعلم ان بطال باشا والي دمشق ارسل حاكما زنجيا بدلاً من سليم انا يدعى محمد اغا. فذهب الامير جهجاه الى زحلة وجمع فيها مائة مقاتل تا هبا لاسترجاع بعليك من الزنجي ولما فرغ من تنظيمها تقدم بها الى المدينة وقد نعل الخيل بلباد فدخلوها تحت حنج الليل وقتلوا كل من صادفوه في طريقهم حتى جرت الدماء كالسواقي وانهزم محمد اغا الى دمشق وكان الوزير يومئذ قد هم بالخروج الى الحج فلم يتمكن من ارسال عسكر الى بعلبك ولما عاد في سنة ١٧٨٧ ارسل الملا اسماعيل بالف ومايتي فارس فالتقاه الامير جهجاه واخوه الامير سلطان باهل زحلة وكمنت فرق منهم في مضيق القرية . فلما وصل الفرسان الى المضيق اطلقوا عليهم الرصاص وخرجوا اليهم وتلاحم الفريقان فانهزمت عساكر المنلا وتبعهم رجال الامير الى قرية السلطان ابراهيم واثخنوا فيهم ولم يؤد من رجال الامير الا نفر قليل . ورجع الامير جهجاه الى بعلبك وقبض على ازمة الاحكام . وفي شهر تموز من سنة ١٧٨٨ انضم الامير جهجاه برجاله الى الامير يوسف الشرابي لمقاتلة عساكر احمد باشا الجزار ففازوا بها فوزا مبينا وعاد جهجاه الى بلاده .