الامير امين مع الحريم وكر قبلان بفرسانه على الهنادي واخترق بسيفه
جموعهم واعوانه تحمي ظهره فشغل الهنادي مدة حتى استوعر الامير امين
في الجبل فارتد" ابنه اليه ولم يتمكن الهنادي من اللحاق به فعادوا على
اعقابهم ، وأما الامير امين فانه سار من هناك الى شعرة الدنادشة وأودع
حریمه آل دندش ثم طلبا الاستانة العلمية حيث أنزلا في ارفع منزلة ولبنا
هناك الى ان زابل ابرهيم باشا سورية
ولما استولى ابرهيم باشا على بعلبك ولى عليها الامير جواد الحرفوش
ثم عزله وعين عوضه احمد اغا الدزدار فكان ذلك سبب عصيانه على
الدولة المصرية فأخذ يحرك الفتن عليها ويحول من مكان إلى مكان الى
ان أدركه يوما بقرب يبرود مايتا فارس من الاكراد ارسلهم عليه شريف
باشا المصري حاكم دمشق وكان مع الامير جواد ابناء عمه الامراء محمد
وعساف وعيسى وسعدون وثلاثون فارساً فهجم بعضهم على بعض وحمي
وطيس الوغى واتى الامراء الحرافشة من ضروب الفروسية ما هو
جدير بهم فارتد الأكراد وقتل منهم احد امرائهم عجاج اغا . وذهب بعد
ذلك الامير جواد الى بلاد حمص وقد تفرقت عنه اصحابه وبينما كان في
محل يدعى الحريشة دهمته كتيبة من الهنادي تريد القبض عليه فملكوا
عليه جسر التل المنصوب على العادي الذي لا بد له من المرور منه للتملص
منهم فهجم حينئذ عليهم هجمة قسورية ففرق جمعهم بحد الحسام وأفات
منهم بعد أن قتل بضعة فرسان وفر هاربا غير انه لم يأمن الغدر ولما
رأى ان العصيان لا يجديه نقعا وان لامناص له من يد اعدائه استأمن
للامير بشير وطلب اليه ان ياخذ له الامان من ابرهيم باشا ولكن هذا
كان يكرهه فجانه وسلمه الى شريف باشا حاكم دمشق فاماته شر ميتة
ثم عزل احمد اغا الدزدار فعين عوضه خليل اغا وردة ثم الامير حمد
الحرفوش ولما رجع ابرهيم باشا لبلاده سنة ١٨٤٠ خلف الامير حمد الامير
صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/83
۸۲