سنة١٨٦٠ واتي به إلى بعلبك ومنها ارسله الى الشام فسجن. فلا يلبث أن
جمع اخوه الامير اسعد وابن عمه الامير محمد المذكور سابقا جدا من
اتباعها وهجما في احدى الليالي عند انبثاق الفجر على بيت القائمقام
فارس اما قدرو يريدان القبض عليه ولكنه اختبأ فلم يجداه فقتلا
اربعة من اتباعه ونهبا جميع ما تملكه يداه من الاسلحة والخيل والنقود
وفرا الى قرية نحلة واخذا ينهبان ويقلقان الراحة . واما فارس اذا قدرو
فانه سار الى الشام ثم رجع محوبا بخمسماية جندي وقائدهم حسن اغا
اليازجي اقامهم على توطيد الامن والراحة
وكانت في السنة المذكورة فتنة الدروز والنصارى فتوجه نفر من
نصاري بعلبك الى زحلة فنجدوا أخوانهم وحضروا بعض المعارك القايلة
الاهمية ثم رجعوا الى بعليك لحماية عيالهم وجلت تصادى بعلبك جممها
بعيالها الى قرية بشري من اعمال جبل لبنان وقد حافظ عليهم حسنى باشا
وفارس اغا في مسيرهم ولم يقلقهم مسلمو البلد بل أكرموهم غاية الاكرام فلم
يحدث بحمد الله ما يقلق البال الا ان محلتهم نهبها عسكر اليازجي ولما
مكن هذا الاضطراب الناشيء عن تلك الفتنة المشومة عوض للنصارى ما
خسروه بنهب امتعتهم واشيائهم
ثم عزل فارس اغا قدر و واتی عوضه محمد راغب افندي وفي ايامه
استأمن الامير السعد للدولة العلية فعينته مأمورا على جمع المسلوب ثم
جعلته يوز باشيا على مائتي خيال . واما الامير سلمان فبعد ان اقام سيف
السجن نحو سبعة اشهر هرب منه وام وطنه واختفى ثم شاع خبره فطلب
العفو من حسني باشا فأ منه الا انه عاد فعصي ثالثة وذلك لانه طلب من
الدولة ليذهب مع جردة الحج الشريف بفرسانه فأبى وخاف حوادث
الدهر فعصي. فحضر حسني باشا لجمع القرعة العسكرية ( وهي اول قرعة
جرت في بلاد بعلبك ) فاستأ من اليه الامير سلمان ثم عاد فعصي مع
صفحة:تاريخ بعلبك (1904).pdf/89
٨٨