كيرلاس شماساً انجيلياً في هذه المدينة على عهد قسطنطين الكبير . فحطم بموجب أمره القيصري اصنام الوثنيين وقفل معابدهم واكتسب بغيرته وارشاده عدداً وافراً منهم الى الايمان بالمسيح ، فلما ملك يوليانس العاصي الوثني امر باضطهاد المسيحيين فثار شعب المدينة حنقاً على القديس كيرلاس لما فعله بأوثانهم وقتلوه واتصل بهم الرجز والبغض الى ان فتحوا جوفه واخرجوا كبده واكلوه نيئاً . ولم يكتفوا بذلك بل هجموا على دير للعذارى بقرب بعلبك فأخذوهنَّ الى ساحة المدينة وعروهنَّ من ملابسهنَّ وعذبوهنَّ العذابات المبرّحة ثم قطعوا رؤوسهنَّ واخرجوا احشائهنَّ الطاهرة وخلطوها بدقيق الشعير وطرحوها غذاء للخنازير. وتعيد الكنيسة لاستشهادهنَّ في انيسان.
رجالها النابغون
«كالينيكوس البعلبكي» : لم يذكر التاريخ السنة التي ولد فيها هذا الفيلسوف ولكن الراجح انه ولد في القرن السادس للمسيح . وقد خدم في دار القياصرة وكان من اجل المهندسين والكيماويين قدراً . وقد اخترع النار اليونانية المشهورة وهي حراقات مركبة من النفط والكبريت والقطران وغيرها من المواد المتفجرة فكانت اذا استقرت على الماء لا تطفى واذا اصابت مركبا احرقتهُ او جيشاً اضرَّت به . وقد اكثر اليونانيون من استعمالها في الدفاع عن بلادهم والقسطنطينية فنجحوا ولم يبيحوا بسر صناعتها لاحد حتى فقدت ولم تعرف المواد التي تركبت منها. «المؤذن البعلبكي»(لم نعلم ما اسمه وهذا لا يمنع من ايراد طرف من خبره) كان المؤذن البعلبكي شهيراً بحسن الصوت ونغمته ولذته ولذلك اصطفاه مروان اخر خلفاء بني أمية لنفسه وجعله من خواصه . فلا زال امر مروان قبض