من الأموال شيئا كثيرا وفي هذه الأسنة استعمل عبد المؤمن أولاده على البلاد ، وشيوخ الموحدين المشهورون من أصحاب المهدي بن تومرت موجودون في مناصبهم ] فكان يتعذر عليه عزلهم ، ، فأخذ أولادهم وتركهم عنده يشتغلون بالعلوم ، فلما مهروا فيها وصاروا مقتدى بهم قال لا بائهم : أني أريد أن تكونوا عندي أستعين بكم على ما أنا بصدده و يكون أولادكم في الاعمال لانهم فقهاء عقلاء، فأجابوا الى ذلك وهم فرحون مسرورون، فولى أولادهم ثم وضع عليهم من يعتمد عليه ، فقال لهم: اني أرى أمراً عظيا فعلتموه قد فارقم فيه الحزم والأدب ، فقالوا ماهو ؟ فقال : أولادكم في الاعمال وأولاد أمير المؤمنين ليس لهم منها شيء ، مع ماهم فيه من العلم وحسن السياسة ؛ وأني أخاف أن ينظر من هذا فتسقط منزلتكم : عنده . فعلموا صدق القائل ، فحضروا عند عبد المؤمن وقالوا : تحب أن تستعمل على البلاد السادة أولادك ، فقال : لا أفعل ذلك . فلم يزالوا به حتى فعل ذلك بسؤالهم ، فاستعمل ابنه أبا محمد عبد ! الله ١ على بجاية وأعمالها ، واستعمل ابنه أبا حفص على مدينة تلمسان ، واستعمل ابنه أبا الحسن علياً على مدينة قابس وأعمالها، وولى ابنه سعيداً على سبتة، والجزيرة الخضراء ومالقة، وكذلك غيرهم. واستولى على أرض افريقية ، وطرابلس والمغرب ، والاندلس ، وأزال منها دولة الملثمين . وتوفي [في العشرة الاخيرة من جمادى الآخرة ٢] سنة ثمان وحسين وخمسمائة ، وكانت وفاته بسلا لانه سار من مراكش الى سلا فرض بها ومات
ولما حضره الموت جمع شيوخ الموحدين من أصحابه وقال لهم : قد جربت