صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/140

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٢٤
التذكار

كل جابية ريالين الاربعا وعلى غيره نصف ذلك ، وربما كان المرصد في بعض السنين لا يفي بما عليه ، وريما أعطى صاحبه الوظيف ولا يبقى له شيء . واحترق العنب في بعض السنين بحيث استأصله الحر ولم يبق منه كثير ولا قليل ، وطمع الناس ألا يطالبهم بذلك فاخرج لهم شاو شالاخذ الوظيف قبل الا بان تأييساً لهم من الطمع فرفع اليه بعض الناس الشكاية فلم يقبل شكوى شاك ولا عذر معتذر وزاد على الزيتون النصف على ما كان موظفا عليه ، اذ كان وظيفه قبل ذلك في العام قرميلا فإنهاء إلى قرميلين ، وألزمهم ذلك أثرت أولم تثمر، وربما بقيت الخمس سنين والست سنين و السبع لم تثمر شيئا . وكل سنة يغرمون خراجها بلا وجه ولا شبهة في كل ثلاثة أشهر ولم يضع عنهم شيئا، وأعاد احصاء النخيل الذي أحصاه من قبله وظهرت له الزياة الكثيرة ، بحيث لم يترك حبساً لمسجد ولا لغيره . فبذلك كثرت الزيادة ومن علم أنه نقص من شجره شيء أقره ولم يحصه عدا ولم يلتفت لمدعي النقص ولو نقص نصف شجره و أدى ما تناوله الزمام القديم رغما عن أنفه ، و كان نخيل تاجوراء لم يؤد خراجا لان أهلها كانوا يرون جعل ما طولبوا به من الخراج على الرموس أولى منه على النخيل فكانوا يفعلون كذلك ، ويرون أن في ذلك صلاحهم . كذا قال البهلول قلت : وهذه نزعة يهودية إذ لا تضرب على الرقاب الا الجزية ولا يرضى بها الا . مودي وقال البهلول : وكان نظرهم في ذلك أن الرجل منهم اذا مات وترك أو لادا صغارا أكلوا ملكهم بلاخراج حتى يبلغوا مبلغ الحلم وليس عليهم حرج في ذلك فاذا بلغوا حسبت رقابهم وأدوا عليها ما كان مفروضا ، واذا أراد الجل النقلة باع ملكه بأعلى قيمة السلامته من الخراج، فهذا نظرهم الذي لم يره عاقل إلا استقبحه لشبهه في الصورة بالجزية بل هو أخوها أو هو هى ، فلم يزل عثمان