ذلك ، فصار لصاحب العشرة ثمانية بعد المقاصة في الريالين وجعله السهم ريالا فأخذ البعض وأبى البعض ، فأخبر بذلك فبعث للكاتب من أ أخذ فداك ومن أبي فائتني بسهم و لمدد بسبب إلى السماء ، وما عساه أن يفعل ؟ فلامه بعض الحاشية على صنيعه ذلك و علل ذلك بأنك أو غرت صدور الجنه عليك فأبى، وراجعه بك فأبى، فكان من جوابه لهم : وما عساهم يفعلون رجب فلما كانت المشى من ذلك اليوم وهو يوم السبت التاسع والعشرين من رجب سنة ثلاث وثمانين وألف ملأ أحدهم بندقيته وأطلقها بفم القهوة بسوق الترك وهي ملأى بالخلق، فراجعه عثمان وكيل خرجه وأخبره بما شاهد ، وأنه تفرس فيهم أنهم خالعون ببيعته وأنهم مثيرون فتنة بهذه الليلة وان أثاروها عسر ردها ، فلما تحقق ذلك أمره بالمسير إلى الفندق المعروف بسكنى عزاب الجند وأن يأتيه عمالة منه يبيتون معه ، ، فأتاهم وكلمهم في ذلك فلم يجبه الا نحو الثمانية ، فرجع اليه وأخبره فأمره بالرجوع إليهم ووعدهم بالعطاء فلم يجبه أحد وكان ذلك قبل الزوال، فغلق باب الحصار واختفى عمان الوكيل في الفندق ، وبذلك كانت سلامته وسلامة عياله واخوته من المصائب النازلة بالامير عثمان ولما مضى طرف من ليلة الثالث من الشهر المذكور خرج مصطفى بهلوان جلبي في سبعة نفر ولبسوا آلة حربهم وطافوا على محل سكنى عزاب الجند من الفنادق وتبعهم من أجابهم إلى أن انتهى بهم الأمر إلى الفندق المعروف بفندق الباشا، فاجتمع به نحو الأربعين واتفقوا على خلع : بیعته وخرجوا وأطلقوا بنادقهم تجاه الحصار ليظهروا له ما عزموا عليه ، وخرجوا من الفندق وأتوا دار على قبطان فأخرجوه ؛ وذهب جميعهم إلى دار عثمان رئيس المرسى فأخرجوه ، وجعلوا يطوفون على بيوت الاكابر والرؤساء من الجند المتأهلين ، وأخرجوا القاضي وقرعوا باب سيدي أحمد بن مقيل لتولية الفتيا يومئذ فاختفى عنهم بجيلة ، فلما استنموا أمرهم أتوا إلى السوق وأمروا بإيقاد الشمع والقناديل وفتحوا الحانوت
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/142
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٢٦
التذكار