جهة الغرب، فلما ظفر بهم استقل محمد الامام بالملك ، وعزل احمد الفرطاس عن رئاسة جند الخيل وولاها الحاج عثمان الاناضولي مدة ، ثم عزله عنها وولاها كنعان ، وكان كنمان هذا علجاً يجيد العربية لأنه ربيها بأرض المشرق وأقام بها مدة ويمقربة من استقلال محمد الامام بالملك حركت مصطفى شرباني همة لخلع بيعة الامام محمد ووافقه على ذلك بعض الجند، فلما أحس بهم خليل قاز داخلي تسلح و دخل عليهم وقتل مصطفى و بعض من وافقه، ولم يكن لمحمد الامام علم بذلك، فلما أخبر بذلك سر بذلك وقرب خليلا ) و أركبه أسماولا الجهاد، وأخذ يغزو فأصاب غنائم، وعقد له محمد الامام على أبنته زينوبة، وقبل دخوله بها حركت محمد الامام همته لنقض الصلح الذي كان فعله عبد الله وأصهاره بنو فشلوم مع الافرنج فنقضه، فلما بلغ ذلك ملك الافرنج وجه الى البلد أسطولا نحو الخمس عشرة سفينة كبيرة ومعهم البونية، فأتوا البلد لليلة بقيت من رمضان سنة اثنتين ومائة وألف واشتغلوا بالرمي على البلد، واستعد الناس لهم، وظهرت شجاعة محمد الامام وحزمه حتى كان يطوف على الابراج بنفسه، ولم يعتمد على أحد ويعد الرماة بالعطاء الكثير فرمى بعضهم هوان البونية بكرة فتفرقع الهوان فقتل ممن حواه من النصاري نحو الخمسة عشر وتأخروا فلم يقدر مهم فيها شيئاً ورجعوا خائبين فلما رجعوا الملكهم وأخبروه بعدم إفادة رميهم لها جهز أسطولا كبير الأخذ صفن الجهاد بالمدينة المذكورة ، فاتفق أن التقى أسطوله بسفينتين من سفن الجهاد بالمدينة المذكورة رئيس إحداهما خليل المذكور فجاهد تا جهاداً كبيراً لم يعهد مثله حتى لم يبق لها من الذخيرة شيء فأسروا من وجدوا بهما حيا ، وكان فيمن وجد حياً خليل مجروحاً شماله معدومة. وأقلعوا محو بلدهم، وراسلو محمداً الامام بالصلح فكان أخذ خليل سبب صلحهم ، فالعقد الصلح بينهم و بين محمد باشا على أن
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/158
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٤٤
التذكار