وفي أيامه سنة احدى ومائة وألف امتنع الناصر صاحب فران من اعطاء الخراج وأعجب بكثرة باديه وحاضره ، فوجه إليه جنداً كبيره يوسف بيك ومشى على جهة تاورغاء حتى نزل على مرزك، تخرج له الناصر واقتتلوا قتالا شديداً خارج البلد، وكانت الوقعة ليوسف على الناصر ، وكانت في اليوم الثاني الناصر على يوسف، وفي الثالث تكافاً و كان بالمحلة أولاد المكنى: على ومحمد الغزيل وهم المفرون بالناصر محمد الامام والمحسنون له الخروج إليه، فلما فهم يوسف ذلك توعدهم بالشر، فراسلوا خفية أخوة الناصر وأبناء اخوته وأكابر جندهم ووعدوا كلا بالملك بحيث لم يدر کل بما روسل به الآخر، فأصبحوا بالمحلة من غير علم من أحد بالآخر. فسقط في يدي الناصر، وعلم أن ملكه هدت أو كانه، فراسلهم بطلب الأمان له ولوزيره المسعودي ولمن معه من حاشيته باد و حاضر. فراسل يوسف قاضي الناصر حماد بن عمران وأعطاه الأمان على يديه خرج من قصره حتى أتاهم، فلما أتاهم دخلوا البلد وتولى يوسف خزانته ثم لم يوف الناصر والناس بالعهد، فعذب الناصر والقاضي وابنه والتجار، ونهب أموال الناس وهتك حربهم واستولى على كل من ظن به المال ليعذبه وكان من جملتهم تاجر من برنو ووكل بتعذيب الناس مصطفى البسكري الملقب بأبي خشيم، وكان شديد العداوة المسلمين، فلما رأى ذلك التاجر ما حل بالناس من المذاب بالنار سأل رجلا بازائه مكتوفاً من أقارب القاضي المذكور يلقب «البصباح» بياء موحدة وحاء مهملة ثم باء موحدة بعدها ألف لينة بعدها حاء مهملة: هؤلاء الخلق نراهم يعملون هذا أهم من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة 7 فزجره من ذلك خشية أن يسمع منه ذلك من يفهم فيزيدون في العذاب. فلما مجمعهم الموكل بالعذاب يتكلمون سأل البصباح عما قال فأبى أن يخبر. فتوعده ان لم يخيره ، فأخبره الله
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/161
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
ولاية محمد باشا الامام
١٤٧