لما قدم بهم طرابلس استخر جوا الناصر من الحيس وكساه محمد الامام و وجهه اليها واليا، وولى محمد الامام قيادة جيشه خليلا قازد او على ، وكان ذلك يوم الجمعة لست بقين من ذي القعدة سنة ثمان ومائة وألف ، وعزل عنها يوسف و عقدله على ابنته زينوية ولما تولى ذلك كان عبد الله بن عبد النبي تقوت شوكته وحارب بعد أن كان متورعاً على طريقة آبائه ، وانتي اليه أولاد سلطان التاورغيون وكل مفسد مثلهم من الأعراب، وأغروه بخراب البلدان ونهب أموال الناس ، فحاصر تاورغاه ولم يكن من أهلها بها إلا أولاد محرز و بعض أولاد قاضي فقاتلو ، قتالا شديداً نحو السنة الأيام ، وكان مع أولاد محرز بعض من بني الجند من أهل مصر انه ، وكثر عليهم الناس ممن أعانوا عبد الله بن عبد النبي على الفساد وأحدقوا بهم ، فقاتلوا قتالا شديداً و قتل منهم كثير، وكانت الموقعه لعبد الله عليهم ، فالخرب تاورغاء وتهب حريمها، و توجه منها إلى مصراته فخادعه صاحب أمرها يومئذ احمد بن ضيف الله وأظهر له الصداقة وهاداء [ وكان ] في خلال ذلك يراسل خليلا، وكان عبد الله قبل ذلك نهب بعض بيوت يزليطن وأخرب بلد الفواتير ولم ينج الا القليل ولما نزل بمصراته ورحل عنها خرج له خليل في شرذمة من الجند حتي نزل عليه بوادي حسان - و هو محل حرث أهل تاورغاء على مرحلة منها إلى جهة الغرب والشمال - فالتقيا فكانت الوقعة خليل على عبد الله ، واستولى على أكثر نعمه وحريمه ، وخرج فاراً بنفسه ومن سلم من خيله ، وكان ذلك سنة أحدى عشرة ومائة وألف
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/164
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٥٠
التذكار