178 التذكار قائب قراقش لما طلبه يحيى بن اسحاق الميورقي ولم يسلموه حتى قهروا وأخذت أموالهم . وحمايتها لمن أمها قديما وحديثا شهيرة أشهر من أن تذكر ، وسيأ وسيأتي ذكر نبذة منها هند التعرض لذكر شمائل أمير المؤمنين أحمد بن يوسف ان شاء الله تعالى وأما اخرابها الديور والكنائس فإن عنى الديور اللغوية و الكنائس فلم أقف على اخرابهم شيئا الا ما فعل مصطفى العلج الريس بيعض كنائس لهم أواخر سنة تسع ثلاثين ومائة وألف أو أوائل الاربعين ، فانه آخر بها وأخذ ما فيها ، و أنى بيد منها معظمة عندهم يزعمون أنها تعيد ، و بعثوا على ذلك ودفعوا أموالا عظيمة الحاشية السلطان حتى كاتب أمير المؤمنين أحمد بن يوسف فردها اليهم . والا ما فعلته سفن عثمان باشا بكنيسة جرجرا الامين التي اشناها بجزيرة لم يسبق بتعميرها، وابتنى حولها أبراجاً وفندقاً ومحلا اسكناه وحبرسا لسكنى أسارى المسلمين . واتخذ ثلاث سفن ضيق بها على المسلمين أشد الضيق ، فأخرج عمان سفنه الناحية القسطنطينية فالتقت معه وقتلوه واستولوا على سفنه وآخر بوا كنيسته و ما عمر . وكان ذلك في ربيع الثاني سنة ثم وسبعين وألف . وان أراد بالكنائس والديور عالما من القرى فذلك شيء لا يحمي كثرة حدثني من أثق به قال : خرجت في شيني رئيسه قر لونة العلج فقال لنا الآن أغزو بكم بلدنا ، قال فأتيناها ليلا وأحطنا بها، فاستولينا على همه و بليه وقتلنا من وجدناه فيها من طغاة الكفرة و أخر بنا ديارهم . قال : وفعلنا مثل هذا في عدة غزوات، ومثل هذا فعل ابن الجن وحمد الله تعالى كثير ! و أما أخذ فلكها أساطيل عز و النصارى فما صممت من سفن جرجوا اللعين التي ضيقت على كافة بلاد الإسلام أشد الضيق ، وسفينة الطاغية الافرنج كانوا أرسلوها مشحونة جنداً ومالا وخيلا مدداً الجزيرة الاكريتية المعروفة عند المغاربة مكندية ، و غير ذلك كثير ، وأمرها في العدو ونكايتها له شهيرة . هذا من سفن
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/178
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٦٤
التذكار