والمكرمات وجوده ، ظلل الله في بريته، وخليفته في خليقته ، راقع منار الشريعة النبوية ، ناصب رايات العلوم الدينية. ذو المقام العالمي، وكوكب المجد المنير المتلالي ، الجامع لأصناف المفاخر والمعالي ، الناصر لدين الاسلام ، القاسم بسيفه عبدة الصليب والأصنام ، الناشر ألوية العدل والانصاف ، الماحي آثار كل الجور والاعتساف . ١ - من متع الله به الخاص والعام ، وأكثر منه للقراء الجود والانسام . السند الأعظم والمقام الأفخم . كافل المملكة الطرابلسية ، وأكرم من حققت عليه الألوية العثمانية أحمد بن يوسف بن محمود بن مصطفي ، يسر الله له من استمرار العزة والدولة ما يشاء ، تشريفاً منه لقدري ، واستدامة لعادته الحسنى في استحسان أمري . واظهارا لجيل رأيه الذي ما زلت أعنده ظهيراً على نوائب دهري . فامتثلت أمره المالي تيمناً بيركاته ، وتلقياً للنجح باقتفاء مراسمه من جميع جهاته . وانتصبت لذكر ما حضرني من أخبارها مما رويت أو شاهدت من آثارها . سالكاً فيه سبيل الاختصار ، راجياً التوفيق والمعونة من القادر النقار . وجعلته خدمة لسدة بابه التي هي معول رجاء الآمال، وملتثم شفاء الأكابر والأقيال ١ . لا زالت ملاذ أرباب الفضائل ومحط رحال الأفاضل . وأهلاً المفعل المعروف ، وإغاثة لكل مختبط ملهوف بجاه النبي الأكرم ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشرف وكرم . وسميته :
التذكار ، فيمن ملك طرابلس وما كان بها من الأخبار
قال رحمه الله تعالى : أرى زمناً قد جاء يقتنص المها بلا جارح والأسد في فلوانها ) رأى القيض مبيضا بمزبلة الى فقال كفانى انه من صفاتها )
أرى من رأى البصرية وهي تتعدى المفعول واحد وهو هنا زمنا ، والزمانة
- ↑ جمع قيل ، ويطلق على الملك