التذكار تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً » و من شمائلة الكريمة التي بها تأيدت السنة ما فعله . لما نزلت ببلدنا سحائب مي معي فوع سحائب عاد لا أعاد الله مثلها في صفر سنة تسع وثلاثين ومائة وألف أخر بت البيوت ، وأهلكت المواشي ومما هدمته زاو يتنا التي بنيناها في أيامه السعيدة القراءة العلم ودرس | السنة ، و مسجد محمود خازن دار الذي ابتناه بقريتنا وجعل نظره لبني غلبون ، و عظمت على كلفة البناء فتوجهت الى الحضرة العلمية وأخبرته بما فعلت الايام بنا، فأزال عني جورها وأمدني بما سعدت به ما دثر منها ، أعانه الله على ما أولا. ومثل هذا ما فعل مع أبي الحسن علي بن عبد الصادق لما هد السيل زاويته التي يساحل آل حامد . وكم له من مكرمة من هذا القبيل وفقه الله وأعانه وأما حلمه فهو أحنف وقته ، لم ينقل عنه عدو ولا صديق أنه أظهر غضباً قط ولو رأى أو مجمع كل المنضبات وأما حياؤه فحدث عن البحر ولا حرج ، حتى أقضى به الى أنه يبرم الأمر فإذا رأى الميرم عليه استحي و نقض ما أبرم، فرماء من لم يطلع على أخلاقه الكريمة بعدم الوفاء بالعهد ، وقطع بأن ذلك سليقة لا لموجب. ولو علم أخلاقه لما علن ذلك ولا توهمه وأما تأييده للاسلام فأمر يشهد به عمله : من ذلك وقفة على سور البلد أوقافا كثيرة يفوق ريعها في العام على ألف وخمسمائة أو أقل بقليل . واجراؤه الماء المدينة النفع أهلها على حنايا لم يسبق بها، و ايقافه عليها ما يقوم بها : ومن ذلك السوق الجديد الذى بإزاء خندق القصبة من جهة الشمال ، وهو سوق فسيح الفناء أنيق المنظر والمبنى ، وكان بناؤه سنة ست وثلاثين ومائة والف .
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/224
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢١٠
التذكار