صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/225

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
اسم الفصل
٢١١

ولاية احمد المرمنلي ٢١١ ر وفقه و بنى بالقلعة بيوتاً ومقاصير أنيقة وجدد ما وهي منها وقد كانت قبله خرابا . وهو الذي جدد الباب الخندق الغربي الكائن بين سوق الخضرة والحدادين. و بنى المخازن التي على يمين وشمال الداخل منه إلى القلعة و بني الحاجز بين القلعة و مجلس قائد الخندق ، حتى منع المداخل الغير حاجة . و بني «الفسقية » اسقي أهل السفن على ساحل البحر التي لحق نقصها المسلم وغيره من غير تعب . وبني الحواصل التي على يمين داخل القلمة من الباب الموصوف الملصقة بسور المدينة تجاه القلعة ، و غير ذلك من مهام المسلمين . وكل هذا . ضيق بده وكثرة شكلة مع الفقراء اليه فتجده في مراعاة الصلاح يشتد في جباية الخراج وربما استعجله ، فرماه من لم يدر حاله بالجور ، ، أعانه الله و من شدة حلمه تجرأ العمال على الرعية فيزيدون شيئا عليهم لم يدره وتأتيه الرعية فيقبل قولهم فيستشفع العمال بمن يليه فيحلم عليهم فيظن غير الخبير بأحواله أنه راض . وقد شاهدته مرارا يصرح بأن الرعية ثقل عليها المغرم وأنه لم يجد سبيلا لرفعه عنهم الحاجة . فقلت أن ذلك من جور العمال وأدراجهم في الضرائب مالم يكن لازما ، فيقول السلطان لا بد له منهم وهم كدعائم البيت جزء منه ، ويتعلل بالحياء وهو كما قال ، لما شاهدناه من حياته . وقد كان أرسل كاهينه ( حسن الاحمر ) في شعبان يطلب من العمال شيئاً يستعين به على مصلحته قلما حل يبلدنا يطلب عاملها في ذلك وهو إذ ذاك ( سالم بن خليل الادغم ) تعلل له بضيق اليد وأنه لم تقم به أجرة عمله المفروضة له على الرعية، واستشاره في أن يأخذ ذلك من المحررين من الوظيف نفوض له الامر فأول من قصده بالسوم جماعتي و أهل حمايتي لمنافاة طبعه طبع بني آدم ، لما عليه أصحابنا طلب العلم ولما كان يسمعه مني من النصيحة حين اجتماعي به من جهة السرف في الخراج [ فيخيل لمن ذهب تمييزه (۱) ] ان ذلك منى بغضاً له . فكتب على لسان (1) كانت بالأصل ( يظن الذاهب ميزه الأصلى ) وهو تركيب فاسد من مداومة