فأصابته فأهلكته واستولى طالوت على عسكره وأمواله . ثم أفضى الملك لداود عليه السلام واستولى على أرض فلسطين ولما استولى عليها وتنبأ أوحى الله سبحانه اليه : ياداود أن أخرج البربر من أرضك فانهم خبث الارض فأخرجهم. من فلسطين و بست بهم من قطع بهم النيل متوجهين الى أرض المغرب.
قال ابن عبد الحكم : كان البرير بفلسطين في زمن داود عليه السلام فخرجوا منها متوجهين نحو أرض المغرب حتى انتهوا الى لوبة ومراقية ، و هما قريتان من قرى مصر الغربية مما يشرب من ماء السماء ولا ينالهما النيل فتفرقوا هناك ،فتقدمت زناتة مقبلة إلى المغرب وسكنوا الجبال ، و تقدمت لواته وسكنت(1), امطابلس ، وهي برقة، وتفرقت في المغرب، وانتشروا حتى بلغوا السوس .ونزلت هوارة مدينة البدة ١، ونزلت نفوسه مدينة صبرة ، وجلا من كان بها من الروم من أجل ذلك . وأقام الافارق ـ وكانوا خدما الروم . مني صلح يودونه لمن غلب على بلادهم وهم بنو فارق بن بيط بن حام ، فلم يزل كل بأرضه إلى أن افتتح عمرو بن العاص مصر والاسكندرية .
- ↑ قال في الحبل المنب :ومن بطون هواره: مترا، وزمور ، وكاباد ، وفساطو : ومعدان ، وتداوه ،ومليله ، وضربان، ومسلاتة ، وترهونة، وتأورفا ، وزكارة ، وسيلين أم . قلت وهذه البطون لا أثر لما اليوم بجوار لمدة ، اللهم الا اماكنهم التي كانوا يسكنونها قبل تقلب العربي عليهم فهي لا يزال أكثرها فيها حوالى ليده، ويعرف بهذه الاسماء إلى اليوم وهي قريبة منها ما يخش على أنها كانت قرى تابعة لهذه المدينة العظيمة وهي تقع شرقي مدينة طرابلس على مسافة خمسين ميلا : قد اسمها الفينيقيون في زمن غير معلوم ، والاثار القديمة فيها بثلاث نفسات : اليونانية ، واللاتينية، والفينيقية ، وترى احمدة الرحمام واقفة في وسط البخر ، وآثار البناء متناثرة على مسافات بعيدة جدا ، مما يدل على ان كل هذه المسافات كانت تشعلها تلك المدينة البائدة وقد جلب اليها المله من عين كعام - ولا تزال تعرف بهذا الاسم إلى اليوم وقد خربتها قبيلة ليبية من البربر سنة ٢٣٧٠. وقبل خربها قوم الوندال لطردهم الروم من أراضي الأندلس . أم ملخصا منه